موعد على ضفاف النيل

images-1

إبتسامة لامعة تظهر لمعان الأسنان. بريق عين يخترق شغاف القلب. حنو ولهفة ومرح عند اللقاء…أسلحتي كلها مشهرة وجاهزة للإستخدام. أنظر الى الساعة. ما زال هناك وقت. أنظر إلى إنعكاسي على زجاج سيارة متوقفة. ألاحظ أن الهواء قد عبث قليلاً بشعري. أخرج مشطاً صغيراً أعدل به ما أفسده الهواء. أنظر الى حذائي. متسخ قليلاً. أنحني ممسكاً بمنديل ورقي. ألمع الحذاء بسرعة.

سوف نسير سوياً في البداية بجوار النيل. سألفت نظرها الى لون الشفق ومنظر غروب الشمس وسحر عينيها ونعومة شعرها وجمال جيدها… أنظر الى الساعة. يقترب الموعد أكثر. أنظر حولي وكأن هناك إمرأة تأتي قبل موعدها…..بعدما نسير قليلاً سأجلسها على السور الحجري المطل على النيل. سأظل أنا واقفاً أنظر إليها. أتأملها. أملي نظري منها. سأقول شعراً في شفتيها ونثراً في أنفها وأغاني في أذنيها. وإذا جاز لي القول سأغني مواويلاً في جسدها. سوف تبتسم في حياء أو قد تضحك وهي تطلب مني التوقف. أو الإسترسال.

أعتقد أني أراها قادمة من خلف تلك الشجرة الضخمة. أمعن النظر ثانية. تشبهها فقط….سيهبط علينا من حيث لا ندري بائعو المياه الغازية والفول السوداني وذلك الولد الذي يحمل السميط والبيض وتلك المرأة حاملة الفل والعجوز الذي…..

سوف تظل جالسة على سور الكورنيش يطوق جيدها الفل. في يد زجاجة مياه غازية وفي الأخرى سميطة وبيضة فيما تقبع أكياس السوداني والحمص والترمس وزجاجات العصير في إنتظار دورها.

أنظر إلى الساعة ثم أنظر حولي. آخذ نفساً عميقاً ثم أبدأ في السير جيئةً وذهاباً. ..سأقص عليها قصصاً وأخباراً وسأسمع منها أعذاراً وأوهاماً. سأصدق كل ما تقوله. فليس لعقلي معها قدرة على التفكير والتمحيص ..ولا رغبة. سأصدق وسأكون سعيداً.

نصف ساعة تمر على الموعد ولم يظهر لها أثر. الغائب يأتي وحجته معه. …سوف أنزلها بعد ذلك من فوق السور. أنتهز الفرصة طبعاً لأتحسس جسدها. سوف أبذل مجهوداً كي أتمالك نفسي. ستتصرف وكأن الأمر كان عفوياً.

سوف أنظر الى السماء وأختار نجماً. أشير إليه. سننتخبه نجماً لنا. نضحك في مرح. نضحك ونضحك ونضحك. ثم تقبلني….أنظر الى الساعة. مرت ساعة؟ لعل المانع خيراً. ..سوف نستمر في السير بجوار الشاطئ. ننظر إلى النيل وينظر إلينا. اليد في اليد، الذراع في الذراع، والقلب في القلب.

سوف أبني لها قصوراً من حب وود وحنان. سوف آت لها بالشمس والقمر والنجوم…لا أدري لم ولا أدري كيف ولكن سأفعل…سأحول الأنهار لتصب عند قدميها. سأكتب تاريخاً جديداً هي بطلته وسأرسم جغرافيا جديدة هي مركزها. س…

واقف أنا أمام النيل. واقف منذ ثلاث ساعات….لا أعتقد أنها ستأتي اليوم.

 

بقلم المؤلف د. مجدي مصطفى القوصي

اختر مغامرتك

من أجلها، كان مستعدا أن ينتظرها إلى الأبد.

أ) لو أنّها حضرت ولو مرة واحدة على الأقل!

ب) ما كان ليفعل أفضل من بناء قصور من الرمال لتحقيق كل الأحلام..