الغريبة

Views over Kuwait City at night

الساعة الثامنة مساءً بخطوات سريعة صعدت سلم الطائرة في مطار اسطنبول للعودة الى الكويت … دخلت استقبلتني ابتسامة المضيفة ورددتها وانا انظر الى ورقة الجلوس بيدى، هناك رقم خاص بمقعدي اذكره تماما E 11، وصلت المقعد فكانت فتاة صغيرة تجلس بجانب النافذة كانت منكمشة في مقعدها ولان الجو كان باردا فقد كانت ترتدي الجاكيت المطري حتى الرأس وتبدو ملابسها بسيطة وملامحها من افريقيا … كانت تبدو مجهدة العينين حين التفت نحوها رأيت الأحمرار واضحا ربما من الإرهاق جلست بجانبها منقبضة القلب في صدري مخاوف وقلق سالت نفسي بم تفكر تلك الصغيرة؟ لم يبدو الإرهاق واضحا عليها وهذا الاحمرارفي عينيها؟؟ ماذا يمكن ان تفعل؟ من اي دولة هي؟ ربما كانت من اثيوبيا!! .. يقولون ان هناك قبيلة في اثيوبيا من طقوسها انها تذبح البشر وتقدمه كقربان للآلهة حسب معتقداتها .. وربما كانت تلك الصغيرة من هذة القبيلة وأتت للخليج للعمل.. كانت تمسك بشدة كتاب صغير وتمد بصرها نحو الامام ولم تلتفت وربما لانها لم ترحب بي و تبتسم كما ابتسمت المضيفة ربما لأجل ذلك جال بخاطري انها من قبائل اثيوبية فقد غلب عليها العبوس، وحين أردت اداء الصلاة في مقعدي انشغلت اثناء صلاتي بها ولم اركز فيما أقول من ذكر وآيات، فكري انشغل وتعجبت انها تهتز كما اهتز ..هل هى تقلدني؟.. هل حركاتى وانا اصلي تثيرها؟؟

التفت نحو زوجي وقلت له بهدوء:

يبدو ان هناك أماكن شاغرة و كثيرة في الطائرة، أريد الجلوس بعيدا فالمكان ضيق هنا قمت واتجهت الى المقاعد الخلفية ومعى كتاب، جلست في الخلف ولكنى لم استسغ الفكرة فقررت العودة الى مقعدي، عدتُ الى مكاني في الطائرة واذا بالمضيفة توزع أوراق اختيار الوجبات، فهناك وجبة سالمون او دجاج … التفت نحو جارتي فإذا هى غارقة في نوم عميق ..ولم تلتفت لشراب او طعام واذا بي أغفو وأصحو على نداء المضيفة فالان ستهبط الطائرة وعلىَّ تعديل المقعد، بدأت مخاوفي تتبدد، صَحَتْ جارتي الافريقية وهى تنظر بهدوء الى النافذة، أعطيتها قطعة من العلكة لتساعد في تخفيف الضغط رحّبت وابتسمت، وكانت أنوار أرض الكويت تبدو من النافذة رائعة، أردت تصويرها فاستاذنتها فسمحت لي، هنا شعرت بالطمأنينة والراحة، واذا بها تخبرني انها تود الاتصال بأختها التى تسكن الكويت، وان هذة الزيارة الاولى لها للكويت.. ولاخط عندها للهاتف، أعطيتها هاتفي واتصلت بأختها وهبطت الطائرة ثم قامت وقمت متجهة نحو بوابة الخروج ثم سألتني..تريد المساعدة …الى اين اذهب؟؟…

اشرت لها على مكان تخريج الجوازات وكذلك مكان استلام الحقائب … ذهبت بابتسامة وسلام..عجبت من نفسي حين حملت مخاوفي طوال الوقت من غريبة تحمل مخاوفها معها طوال الوقت منى….واتجهت نحو تخريج الجوازات وانا اردد… ان بعض الظن اثم ..

 

بقلم المؤلفة إيمان عبد الرحمن العنيزي

اختر مغامرتك

أشعر اليوم أنني على وشك أن أقترف إثما. أعتقد أنني سوف:

أ) أضع على المحك إيماني بالواقع ليحتوي الخلل الذي يؤرق مضجعي.

ب) أصرخ صرخة السجين إذا وجدتني جالسة بجنب آكل للحوم البشر.