لعل من قبيل المفارقة أته كلما زاد إدراكنا لما يحويه العالم فعليا فإنه يصبح حقا أكثر مللا وشبها بما ألقناه في أوطاننا. فهاهي الطرق السريعة
الممتدة في الأفق إلى ما لا نهاية والتي تأخذ أي إنسان إلى أي مكان قد طمست تحت الأسفلت كل تلك المعالم من تنوع المبان والمناظر الطبيعية الخلابة التي كانت تجعل من تناول وجبات كالتندوري والبوريتو في المطاعم الشعبية تجربة فريدة. على تلك الدروب لم يعد هنالك متسع من الوقت للتفاصيل الدقيقة ولذكريات لها خصوصيتها فاختزلت جميعها بلحظة واحدة تكتنفها لقطة بانورامية مقذوفة مثل قنبلة معمية. ولكن هل نحن فعلا أكثر شبها ببعضنا البعض الآن لأن المكعبات الإسمنتية التي نسكنها والصناديق البلاستيكية التي تحمل طعامنا والعلب المعدنية التي نقودها جميعها متشابهة؟
يعتقد فريق مشروع قصص عربية بأن الكلمات هي حقا أكثر المركبات فعالية فيمكن للمسافر أن يمتطيها لرؤية المناظر التي اندثرت تحت غلاف كسل رتيب والسحر الذي تزخر به كل بقعة وهي في الوقت ذاته متاحة للسكان المحليين لسبر أغوارها لاستعادة وترميم ما لم يعد ظاهرا للعيان. إنها متاحة لنا جميعا لكي لا ننسى القصص التي تتيح لنا الاستمرارية وتقربنا من الآخرين وبالتحديد أؤلئك الذين نحبهم.
وباختصار يهدف المشروع الحالي لربط الأرض بنكهتها الآخذة بالتلاشي. ونحتاج إلى مساعدتك لتحقيق هذه الغاية. فإذا كنت من بلد عربي واللغة العربية هي لغتك الأم وأردت لقصتك، قصة تلك الأماكن التي تتنفس بداخلك، أن تصل إلى كل شخص في هذه القرية الصغيرة التي أعتدنا على تسميتها بالعالم فإننا نشجعك على إرسال قصة ترتبط إلى حد ما بموقع معين ترغب بأن تخبرنا عنه إضافة إلى بعض الصور للموقع المذكور بغض النظر عما إذا كانت المنطقة لا زالت تبدو كما تجسدها قصتك أم لا. وبالمقابل سيقوم فريق الترجمة المحترف التابع للمشروع بترجمة قصتك إلى الإنجليزية والإسبانية وسينشر كل من النسختين الأصلية والترجمة على الموقع الإلكتروني للمشروع وستكون هذه النسخ مرتبطة الموقع الجغرافي الذي تنتمي إليه قصتك على الخريطة بالإضافة إلى نبذة تعريفية قصيرة عنك.
يجب أن يتراوح طول القصة الواحدة ما بين 300 و500 كلمة ويجب أن تكون مكتوبة باللغة العربية الفصحى الحديثة وأن تكون غير منشورة سابقا وإبداعية على حد سواء. وأخيرا وليس آخرا أن يكون موضوع القصة مرتبط بموقع محدد من مواقع العالم العربي وأن يكون بمقدور مؤلف القصة إضافة لذلك تزويدنا ببعض الصور لهذا الموقع.
إننا نتطلع شوقا لاكتشاف العالم العربي بقيادة الأصوات الوحيدة التي لديها ما تقوله حول الطريقة المثلى لاكتشافه،
فريق قصص عربية