غروب الليل… شروق اللصوص؟

Ain El Kebira, Algerian countryside

كنت أطوي الملابس لما سقطت ورقة قربي، فتحتها بفضول، كان مكتوب عليها: “في الأعالي تحت الغابة!” كنت لأضعها جانبا لولا عبارة صغيرة استرعتني، كانت مكتوبة بخط صغير، بحثت في الانترنيت عنها، فوجدتها: “ابحث و ستعرف”. فخطرت لي فكرة: البحث عن المكان!
كنت مرتبة للذهاب عند صديقتي غدا، لكنني سأغير الخطة قليلا.
“ألو مرحبا تينا! كيف الحال؟”
“مرحبا إيما! لدي شيء جديد…” ترددت قليلا.
”تكلمي.”
“وجدت دليلا قديما، ولدي ما يدعوني للاعتقاد بأن صاحبها هو ذلك الأجنبي، علينا أن نبحث لنعرف.”
ولدهشتي قاطعتني بحماسة: “الصباح! صباح رمضان أنسب من الليالي الماطرة”.
“وكيف ستبررين غيابك؟”
“طبيب الأسنان!”
عند الثامنة صباحا كنا صاعدتين بدون وجهة معينة، رغم ذلك معنوياتنا عالية، كانت إيما أول من نطق: ’’و الآن المشكل الأول: ليس في المكان منازل قديمة، إذا فوجهتنا قد تكون الابتدائية أو الفندق أو (الأسوأ) المستشفى‛‛.
’’ لنفترض أن الوصف دقيق… فبين الابتدائية و الغابة طريق، و كذا الحال مع المستشفى، و هكذا يبقى الفندق…‛‛
”وبما أنه أجنبي قديم فإنه قد كان في فندق‛‛!
صدق حدس إيما بشأن هدوء الصباح، نظرنا حولنا و تأكدنا خلو المكان، ثم تسللنا إلى الغابة. هناك واجهنا سورا قديما لكننا لم نتفاجأ، كانت لدينا المعدات اللازمة ...اقرأ المزيد

هي من الشمس و هو من القمر يلتقيان فقط فوق الغيوم

Wadi Rum in Jordan

في كل شهر كان الملتقى فوق الجبال الحمراء، حيث السكون و الليل البارد … كانت احلامهما كبيره ..كبيره جدا كان كل شئ امامهما مزهرا بالوان عيونهما الغضة ….حتى انتهى الربيع.

وقفت واثقة على قمة ذاك الجبل الوردي الذي طالما احتضن خطواتها الخائفة، تأملت السراب و استنجدت بالسماء، ياااه كم هو صعب التنفس يااه كم تضيق بنا الدنيا رغم رحابتها و كم تتسع لنا في حين اخر رغم ضيقها.

تذكرت يوم حدثها اول مرة يوم طارت بها الدنيا و ما عادت تشعر بقدميها يلامسان اي شئ … يوم احست بنشوة غريبة كنشوة السكر فهي هنا و ليست هنا هي في مكان ما بين السماء و الارض في بعد اخر كانت مبتسمه و في داخلها طاقة جباره…. يومها تسلقت الجبل بسرعه وقفت حيث لا يراها احد و دارت دارت حول نفسها و اغمضت عيناها و تاهت في غفوة الاغماءه … كانت ترى شيئا جميلا لا يرى و تسمع صوتا غريبا وحدها تسمعه، … في صدرها خفقة غريبة لا هي حزن و لا هي فرح هي بين ذاك و ذاك… من كل احساس اجتمع جزء فما عادت تدري اهو غصه اهو فرحه اهو خوف ...اقرأ المزيد

القصر

Faculty of Veterinary, Idfina, Egypt

هل جربت يوما أن تحيا حياة الملوك؟ أعلم أن ذلك يبدو من أول وهلة كأنه حلم طفولي لطفل رأى قصصا كرتونيه عن الأمير الوسيم الذى تزوج البنت الجميلة وأخذها على فرسه الأبيض، ولكن هناك من عاش هذا الإحساس ولو للحظات، هناك فى القصر الملكى فى إدفينا حيث قصر من قصور الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان حتى أوائل الخمسينيات من القرن الماضى.

كانت تملؤنى أحلام وخيالات عظيمة وأنا طفل صغير أثناء زيارتى لأهل أمى فى إدفينا عن ذلك القصر الذى تحول إلى كلية للطب البيطرى. وكيف كنت أتخيل القصر من الداخل بأروقته وساحاته حتى أننى تخيلت للحظة بأن به كنوزًا مدفونة وحلمت كأى طفل بأننى سأكون ذلك البطل الذى يعثر على هذا الكنز.
اصطحبنى خالى وهو يعمل موظفا فى هذه الكلية أقصد القصر، ووقعت عينى على أول مشهد، تلك البوابة التى تقع فى ناحية بيوت الأهالى ومنها يبدو طريق محاذٍ للنيل ملئ بالأشجار، وأخذ قلبى ينبض فرحا وأنا أشعر أنى أمشى فى طريق مشى عليه يوما ملك، ملك حقيقى. ثم بعد عدة خطوات ظهر القصر، لم يكن فى البداية كما تخيلته ولكنه كان مهيبا ويبدو عليه أثر السنين وما مر عليه من أحداث وكأنه عروس جميل يبدو ...اقرأ المزيد

قهوة سوداء ومشاعر ملونة

Argana cafe and Yemaa el Fna square in Marrakesh

أعشق شرب القهوة السوداء… خاصة إذا كانت من النوع الجيد كالذي تقدمه مقهى (اركانة.).. مكان جميل كنت ارتاده أنا وزوجي كلما زرنا مدينة مراكش…منذ أيام خطوبتنا… مكان كنا نطل من شرفته على ساحة (جامع ألفنا) بصخبها وحركتها الذؤوبين…كما اطل منها على ذكريات جميلة جمعتني بعارف… كان يحب هذا المكان بل يعشقه لدرجة انه كتب عنه أكثر من مرة، اعد روبرتاجا عن مقاهي الساحة وخص (اركانة) بما يليق بها…. كما ذكرها في أكثر من قصة من قصصه التي أرخت لبعض من حبنا…

يومها جلسنا بركننا المفضل… وتمتعنا بمشاريبنا ودردشتنا ومرح طفلينا والمشهد البانورامي للساحة حيث الروائح والألوان والأصوات في امتزاج رائع وكيمياء آسرة…ولان زوجي يفضل ألا يدخن أمام الأطفال، فكرت في أن امنحه فرصة الجلوس وحده وذهبت معهم في جولة بدكاكين الساحة….

****************

أخرجت رواية “الكيميائي” وشرعت في القراءة، ثم أشعلت سيجارة وطفقت أدخن…. خلوة رائعة تحققت فيها أمور ايجابية كثيرة: الزوجة تتسوق سعيدة بمقتنياتها.. والأطفال فرحون بالفضاء الجديد وانا سعيد بسيجارتي وكتابي…. أتابع رحلة (سانتياغو) بحثا عن الحكمة وعن سر الحياة…

تمر الساعة الأولى على غيابهم … أحس ببعض الملل… اطلب قهوة أخرى وأدخن المزيد من السجائر… أحس بضيق شديد… لا اعرف له ...اقرأ المزيد

عروس الساحل الإفريقي

Le parc archéologique de Tipaza

تيبازة تلكم المدينة التي ترعانا، نعيش في كنف حنانها الدائم وسط الخير العائم، مدينتي غير كل المدن، سياحية بإمتياز، معطرة بعبق التاريخ، بسيطة في يومياتها بساطة فلاحيها، أثرية هي مدينتي التي سكنها الرومان يوما ليتركوا الأثر فيها إلى اليوم قائما.

ككل سنة أختار أحد الأصدقاء ليشاركني عطلتي الصيفية التي اقضيها في مدينة تيبازة أين اسكن أنا وأسرتي، وهذه السنة سيزورني شخص عزيز على قلبي من خارج الجزائر، تعرفت عليه خلال دورة الجزائر الكبرى للدراجات، رياضي سوري، أحب مدينتي خلال مرور القافلة بها وتعجب كثيرا لطبيعتها، فأردت دعوته ليتعرف أكثر عنها وعن طيب وكرم أهلها.

عمر الحلبي ضيفي العزيز سيبقى معنا أسبوعين فقط للأسف لأنه مرتبط كثيرا نظير مشاركاته الدولية الكثيرة فهو بطل سوري في رياضة الدراجات.

ونحن نتجول في أول أيام العطلة السعيدة بين أحضان الطبيعة قررنا زيارة اقرب مكان في مدينتي وهو الضريح الملكي الموريتاني، مكان أثري ترقد فيه كليوباترا سيليني زوجة يوبا الثاني وسط غابة منطقة سيدي راشد بتيبازة أين الطبيعة الخلابة في جبل هوائه منعش فهواء تيبازة يريح البال و ينعش الروح لننحدر بعدها إلى الساحل التيبازي الذي يشد انتباه زائريه من خلال ...اقرأ المزيد

هو أنت مسيحي

Benghazi, Libya

جلس نجيب أمام المحل يهش الذباب و القلق و الأفكار الملغمة التي لا تتوانى عن الانفجار واحدةً تلو الأخرى، كانت كلما يفرقع إحداها تتدحرج غيرها نحوه بقوة فيضربها و يتشبث بتنهيدة لعلها تكون خلاصه و لكن لا مناص …لا مناص قالها حين انتبه أن الخِناق بدأ يعزف مقطوعته الموسيقية على ضفاف طريق تسرب إليها الرعب.

قلوب مضطربة.. وجوه مكفهرة وعيون تائهة .. ترجل الشاب متجها نحو المحل حيا نجيب و سأله: ما الأخبار؟

-الحمد لله

-من اللي هنا دول و لا دول

-لا دول و لا دول

ضحك صاحبه الجالس في السيارة و قال بصوت عالٍ: نجيب مَالكُ المنطقة بلا منازع .. ابتسم نجيب و قال: هو أنا ناقص .. خرج الشاب حاملا علبة سجائر و قنينتي ماء و قال: ربي يستر يا نجيب.

ساد المكان الهدوء خلافا للأيام السابقة فازدادت حركة السيارات قليلا .. قالت الأم لابنتها: المهم موبايلك مش معاك .. أكدت الفتاة ذلك و عادت إلى ترديدها للأدعية .. قال أخوها بينما كان يتصل بنجيب: أريحينا و لا تكتبِ على الفيس بوك و الفايبر.. الوضع سيء وغير مفهوم .. أرادت الأم التأكيد على ما قاله ابنها إلا أنها صمتت ...اقرأ المزيد

رائحة الأرواح تحتضر

Port of Tipasa, Algeria

تجتاحني انتفاضة لأجدك، فمنذ شهر لم أسمع عنك خبرا ولا قيلا، هاتفك مغلق ورسائلي لا يُردّ عليها، أوقظ أمّي باكرا أسألها عنك، فتنعتني بالجنون والحمق وتحذّرني أن أعود إليها، أقلّب دفاتري علّني أجد بعض الكلمات تأخذني إليك، أشمّ عطرك الأخير يسلبني إليك فجأة فلا تخبّئه قاروة ولا قطعة ثياب!، يسحقني الحنين إلى سخافاتنا وجنوننا، آخر أمل لي أن أجدك في ألبوم صوري، فعلا وجدتك….لكن… أيّ هراء أن أراك ولا تتكلّم!

لأنّني لم أعد أجدك حقّا، عزمت أن أعود إلى مدينتنا القديمة، فكيف يمضي العالم ولا يلتفت لنا، أرغب في توقيف الكرة الأرضيّة لأنزل منها علّني أجدك في عالم غير هذا العالم الأنانيّ الّذي لا يكترث لنا، أسمعك تهمس لي، غير قادر على الضّجيج متألمّا، قد تكون على الأرض أو في السّماء، أو ربّما بين الأنجم، أو على مدار الجدي أو السرطان، من يدري فربّما عند دوائر الأجرام البعيدة عنّا، أو عند كوابيسنا القريبة من هنا، الّتي لا تفصلنا عنها سوى يقظة، من يدري أنّك لست على خط غرينيتش، أعرف أنّني أسمعك، لكن كيف أجدك؟ أسمعك تلفظ كلمات لا أفهمها، لا تُفسّر إلّا جنونا، أتحمّل عناء ...اقرأ المزيد

ســلم نحــو الســماء

Sanaa, Yemen

مددت خطواتي الخضراء عبر الأزقة المزدحمة بظلال آخر الفجر وبقايا نفحات البخور التي تحمل رائحة من عبق التاريخ، أتسلق الدرج الحجري الذي يصعد نحو الأعلى ببطئ كسلم يكاد ينتهي إلى السماء، الحجارة بدت ملساء على كثر ما عبرها البشر. أتوقف ملياً وكأنها المرة الأولى التي اكتشف فيها ذاك السحر والخطوط الجصية البيضاء النائمة بإتقان في جلباب الأبنية الحجرية في تقاطعات مع الألوان التي تبدو كهالة من النجوم أعلى النوافذ الخشبية، لتضفي على ذلك الزخم مسلك لشوق الاكتشاف. أسفل تلك القمرية تطل أنثى بهية تشبهها، واسعة العينين، مليئة الخد، تنفض ضفيرتيها في رائحة الصباح وتبحث عن أحلام هاربة في زوايا وأزقة المدينة.. لن تدعني وحدي كالعادة، سترافقني وتطل من خلف النوافذ رغم تعرجاتي التصاعدية في طي تلك السلالم نحو الأعلى تارة وأخرى في خطوط قليلة الاستقامة. ضحكات الأطفال وأدعية الصباح التي يلقيها مسنو ذلك الحي، وعطر الأمومة المحتضن لجوف المساحة التاريخية يعطي دفعة إضافية لاستلهام اللوحة مرات ومرات، متناسياً قدمي التي باتت تعرف طريقها نحو مقهى البن اليمني الشعبي، وقد بلغت نم الارتفاع في صدر المدينة قرابة التسع طوابق أو أكثر. على كرسي خشبي وكأنها مسلوخة من النسيج العمراني حولها، أتناول ...اقرأ المزيد

المزرعة.. حيث سكينة الروح

Farm at Ad DIlinjat, Buheira, Egypt

بداخل كل منا روح تميزه عن غيره لها ما يسعدها، يملؤها بالراحة والأمان، يمنحها سكينة خاصة، ما يملأ روحي بالسكينة ويشرح صدري هو رؤية الزرع الأخضر بكل أنواعه ودرجاته ومراحل نموه، الأشجار وظلالها، النخيل وشموخه، تمنحني تلك الأشياء مع اقترانها بحالة من الهدوء وبعض الزهور الجميلة راحة وهدوء وطاقة إيجابية تجعل قدرتي علي العطاء والتفاعل مع الحياة في أعلي الدرجات.

قمت بشراء مزرعة في منطقة صحراوية تم استصلاحها وزرعها برتقال صيفي وليمون، وعندما تعرض صديق لي لأزمة صحية؛ وبعد أن تعافي منها، دعوته هو وأسرته وعددًا من الأصدقاء لقضاء يوم في تلك المزرعة، وذهبت إليها أكثر من مرة للتجهيز، فاستطلعت المكان وعرفت تضاريسه، حيث عرفت أن له مدخلين، أحدهما يؤدي إلي ممر (مشاية) بين الأشجار حتى منتصفها حيث توجد ماكينة الري، وبجانب البئر الذي تسحب منه الماكينة المياه شجرة توت، ويضيق الممر بين الأشجار حتي نهاية المزرعة، والمدخل الثاني يؤدي إلي عدة مبانٍ، مظلل بشجر العنب المتسلق علي أسلاك مثبتة علي أخشاب قائمة في الجانبين، فتمر السيارة من تحته، وعلي يمين المدخل تم عمل قاعدة مستديرة تعلو الأرض، مظللة بأشجار لها زهور متعددة الألوان ومتسلقة ...اقرأ المزيد

جسر سيدي مسيد

Pont Sidi MCid, Constantine, Algeria

مثلها مثل ذلك الجسر متعانقان في لوحة اسمها الماضي…انها في حضنه تتأوه تبتعد..تجلس بعيدا عنه..وعيناها مطر. وكأن السماء ارادت التدخل لمسح تراسيم الحزن على وجهها القمر فهطل المطر ليعزف سيمفونية الهطول لكنه يشتد صخبا ليجعل الناس يهرولون إلا هي هي فقط جلست في مكانها تتحدى المطر بكلمة يا رب..وبعد نصف ساعة يهدأ روع الطبيعة التي رسمت ابتسامتها على قسنطينة التي كانت متعطشة لبل ريق الارض ….لتصبح هادئة كما كانت لكن سُكينة لم تهدأ فقد ظلت تمارس خلوة الخيال مع الروح في صورة لسرحان ضائع فجعلت المارة ينتبهون اليها .. نظراتهم اليها جعل انفعالها يُبتزّ فتنهض لتنفض الغبار علي تنورتها الطويلة السوداء التي قام النسيم بمداعبتها فسمح بإطلالة لساقين جميلتان يثيران ألانتباه ببياضهما اللامع.

سكينة قبل ان تذهب للجسر كالعادة يجب ان تحمل معها ثلاث حجارة وتضع كل حجرة على حافة كل حجرة منها تبعد عن الاخرى ما يقارب المتر ثم تبتعد قليلا تنظر اليهم تبتسم ثم تبكي فتذهب للحجر الاول تقبله وترميه ثم الحجر الثاني تقبله وترميه حتى تصل للحجر الثالث فتمسكه في يدها وترحل دون ان تلتفت للوراء.

لكن سعيد رغم اختفائها ظلت حاضرة ...اقرأ المزيد

اختر مغامرتك

في محاولة فاشلة منها، ضيعت الفرصة الذهبية التي كان من شأنها أن تجعلها سيدة مصيرها،

أ) عندما قفزت من فوق الجسر.

ب) إثر انحناءها لالتقاط حجر آخر أودى بها إلى الهاوية.