نال المركز الثاني في المسابقة الأدبية “ألفا ليلة وصحوة”
حافياً يركض، يطارده اثنان. من زنقة إلى زنقة يحاول إضاعتهما. حوله بيوت تلونت جدرانها وأبوابها بلون الياقوت الأزرق. حتى وهو يجري مدارياً عن نفسه الاذى يتذكر غرابة أن تكون المدينة زرقاء من تحت وبيضاء إن شوهدت من أعلى.
لا بدّ أن من بنوا هذه المدينة كانوا هاربين مثله، من شيء ما، ولم يريدوا أن يحل بهم ما دفعهم للهروب أول مرة. وإلا فلم لم يبنوا المدينة في الأسفل، في الوادي، عند نهر، بدلاً من رصها بين الجبال؟
ليته كان يملك حصناً منيعاً أزرقاً على قمة جبل يستجير بيه من مطارديه.
دخل الساحة. في وسطها شجرة صنوبر شامخة، أغصانها الخضراء تتقلص طولاً كلما رفع الناظر بصره إلى الأعلى. القصبة بسورها المحمّر على يساره. فيما وراءها الجامع الأعظم. عجيج الساحة يملأ الأذن، باعة، مشترون، رجال ونساء، جلابيات مخططة وملاءات بيضاء. أزياء … عسكرية؟
التفت خلفه إلى الدرب التي خرج منها إلى الساحة…. لم يصلا بعد.
أجال ببصره وهو يتابع إشارات العسكريين وهم يتحدثون إلى بعض الشباب. استمر في متابعة أيديهم واستدار بجسده لتتلقف عيناه منظر شاحنة عسكرية واقفة قبالة فندق على طرف الساحة. على ...اقرأ المزيد