لا يزال كما هو، رغم أن صفرة الجدران قد أصبحت قاتمة من تراكم الأتربة، إلا أن ما يحسب لهذا اللون هو صموده كل هذه السنين ….
وقفتُ أمام المدرسة، رحتُ أتذكر، تذكرت كل شيء، عندما قمت بالتحويل إلى هذه المدرسة، بعد محاولات مستميتة لإبقائي في المدرسة التي بنيت حديثاً بالقرب من منزلنا، محاولات مستميتة من الجميع، حتى الحكومة، حاولت إبعادي عن مدرستي الحبيبة هذه، فرضت على كل شخص القيد في المدرسة التابعة لمنطقة سكنه. وهكذا تم نقلنا إلى المدرسة الجديدة، بعد أن أمضينا عاماً هنا.
ورغم أن المدرسة الجديدة وسط القرية، وتحيط بها الأشجار والنخيل من كل جانب، إلا أنها من الداخل تبدو كصحراء جرداء، لا ورود، لا أشجار، لا عصافير، فقط ملعب تغطيه رمال صفراء يحده سور أنيق، وجديد لكنه بلا روح.
أما هذه المدرسة القديمة، الحبيبة، ذات الجدران الصفراء الكابية، فتقع فريسة وسط غابة من العمارات والأبنية الخرسانية في قلب المدينة، إلا أنها من الداخل تبدو كواحة خضراء، بها حديقة غناء تحوي مختلف أنواع الأزهار الملونة والنباتات الرقيقة، كنا نستمتع بالجلوس على مقاعدها الخشبية في حصة الزراعة، وفي حصة التربية الرياضية كنا نستمتع باللعب في ملعبها المزروع بالنجيلة الخضراء والمحاط بأشجار الكافور الشاهقة التي تمت زراعتها منذ إنشاء المدرسة.
عندما توجهت ...اقرأ المزيد