نقدم لكم فيما يلي عينة قصة لكي يكون بمقدوركم تكوين صورة أوضح عن هذه الجهد المضني وعن فكرة هذا المشروع والذي يهدف في النهاية إلى أن نتعرف على قصص بعضنا البعض:
مدينة تسكنني
لدى أبي عادة قبيحة وهي أن يسخر مني قائلاً أن مسقط رأسي كسر جمجمتي وبعثر دماغي فصارت معرفتي بالمدينة التي شهدت ميلادي محدودة و تقتصر على ما تشمله خارطة قطار الأنفاق من خطوط ملونة. وهو محق بعض الشيء فروحي قابعة في هذا الخلد لدرجة أن خروجي من قوقعتي يسبب لي الطفح الجلدي. “يمشي الناس ويتسكعون كالمعتوهين والمسحورين ولا يتقنون فن المشي في الشوارع”. أردد على مسامع حبيبي الأندلسي الذي يتبعني إلى هنا لاهثاً حيث دروسي المباغتة تنزل كاللكمات على رؤوس الطلاب المساكين: اذهب إلى حيث يجب أن تذهب وعندما تصل إلى هدفك تأمل الحيوانات المنقوشة في السحاب. وهنا تعيدني الذكريات إلى ذلك الزمان حينما اعتدت وزمرة من أصدقائي في سن المراهقة على تحميل حديقة الحيوانات داخل عربات القطار وكنا وقتئذ نطلق اسم مسرحيات ارتجالية على تهريجنا. وكان من أعظم فقراتها التغزل بأعمدة الإنارة في حديقة ريتيرو ولعبة التفرق ...اقرأ المزيد ←