… الصَّباح طفل وديع …
في غلالتها الرَّقيقة تتهادى بجوار أنطونيو إلى التَّجويف الصَّخري على مشارف البحر، النَّسيم في لهوه الماجن يثير حفيظة العاشق المتوجس دوماً، حائر هو أنطونيو بين الكنوز التي تتراءى بالمجان، وبين هذا الماجن يشاكس حبيبته! عند أعتاب كوة الولوج الشَّرقية بالحمام الملكي يَعِدُها بالانتظار أمد الدَّهر، وأنَّه لن يختلس النَّظرات، كما فعل سابقاً! ويكرر مراراً، مخضب الوجنتين من أثر الكذب مفضوح النَّبرات!
على شفتيها المغويتين، انطبعت ابتسامة من لا يُصدق، كما أن ارتخاء جفنيها على عينيها النَّاعستين المحرضتين أفصحتا أنها لا تعبأ!
غيبتها الصَّخرة الجوفاء، وتسمر أنطونيو “ديدبان” يراقب الكون ألا يغافله، ويشاركه إثمه الأبدي؛ اختلاس النَّظرات!
لم ينتبه أنطونيو أن الشَّمس تتربص، وأنَّها في انتظارها الصَّباحي لموعد الحموم دائماً ما تتحين الفرصة! والغيمَّة وشيكة الوضع، على غير موعد تجيء، تَسُد الأفق على الآمال الملتهبة، من حقدها الدفين غيمت الدُّنيا!
وقفت الفاتنة الحسناء تتوجس من العتمَّة الرَّابضة كما حية رقطاء في جوف صخرة الحموم! العتمَّة تُمني نفسها، ترغب الفتاة المشعة بالضوء، تنهش ما تَعرى من لحمها البض بعينيها المخيفتين! يراود كليوباترا هاتف العودة؛ للخاطر يرتعد البحر، تغتاظ الشَّمس، يخاطبا ...اقرأ المزيد
مصر
قصص قصيرة