كأي عامل بوفيه اتبع أوامر مديري ذو الكرش الذي يبدو للناظرين وكأنه قد اصيب بمرض خبيث، يتبعني كظلي مع أن الظل احياناً يكلّ مللاً من شقاء صاحبه ذهاباً واياباً، احمل علي عاتقي عشرات الأطباق من بهو المطعم فور انتهاء الزبائن متجهاً لساحة الغسل البدائية والخالية من كل أدوات التعقيم والغسالات التي توفر الجهد والوقت
تباً لهؤلاء … وأظل ارددها مقترنة بعبارة سحقاً وكل العبارات البذيئة طبقاً طبقاً بين اناملي التي اهترأت بلا مقابل يسدّ شظف العيش أو يدفعني لتحمّل ضجر المدير الذي يوسعني سباباً دون سبب وتأففاً يتبعه أطالة الأيدي أحياناً ان رءاني قد تسللت الي المطبخ الكبير المنفصل عن ساحة الغسل، تباً لهؤلاء … يستكثرون علي مرمطون المطعم وجبة دسمه تعيد بناء طاقته وتشدّ أوردة جسده التي لم تري مذاق الأسترخاء!
………….. – – – – ……………….
“أم جحش”، صاحبة المطعم الشهير بدعايته التي تشغر الشاشات الاعلانيه بميادين القاهره هي الوحيدة التي التمس عطفها وقت زيارتها الأسبوعيه لمباشرة أمور الأدارة والمستحقات الماليه، تمنحني نفحاتها بما يكفيني واسرتي ويذيد، وتظل زوجتي تدعو لها وصغاري يرددون من خلفها وهم يتعثرون مضغا بما لذّ وطاب من خيرات “أم جحش”، اشي كوارع، واشي لحمة رآس، واشي ممبار وكبد وعكاوي وأشي وأشي …!
وكلما أري البهجة بأعين أسرتي وهم يلوكون الطعام بنهم تتلاشي أوجاعي بما يكتنفها من أهانات وغلظة تفوق قدر تحمل الحيوانات، تباً للمدير الذي اشك في انسانيته ولا أظنه يرأف بكائن سوي كينونة كرشه المتدلي اسفل عضوه …!
تباً لكل المدراء ان كان فيهم من علي شاكلة هذا المسخ الذي يسمح للقطط بدخول المطبخ ويمنع العاملون من سدّ رمق جوعهم بفتات البقايا، ولو أن كلباً تسلل الي المطبخ وبال بماعون الارز والسلطات لتركوه يهنأ حتي يفرغ من قضاء حاجته وربما فاز بوجبة شهيه مثل التي يلتهمها ابوكرش!
ياليت “أم جحش” تلك السيدة الكريمة بقيت معنا نرتع ونهنأ برفقتها فتغدق علينا بما اعطاها الرب بنفس رضيه، كانت تمنحنا اللحم والمرق بسخاء غير أنها لم تعد تأتي بعد أن ضبطتها المباحث الرقابيه وهي تلتقط صوره سيلفي مع رأس حمار بلدي قد تداولها نشطاء الانترنت فيما بعد.
بقلم المؤلف محمد رضا النجار