في كل شهر كان الملتقى فوق الجبال الحمراء، حيث السكون و الليل البارد … كانت احلامهما كبيره ..كبيره جدا كان كل شئ امامهما مزهرا بالوان عيونهما الغضة ….حتى انتهى الربيع.
وقفت واثقة على قمة ذاك الجبل الوردي الذي طالما احتضن خطواتها الخائفة، تأملت السراب و استنجدت بالسماء، ياااه كم هو صعب التنفس يااه كم تضيق بنا الدنيا رغم رحابتها و كم تتسع لنا في حين اخر رغم ضيقها.
تذكرت يوم حدثها اول مرة يوم طارت بها الدنيا و ما عادت تشعر بقدميها يلامسان اي شئ … يوم احست بنشوة غريبة كنشوة السكر فهي هنا و ليست هنا هي في مكان ما بين السماء و الارض في بعد اخر كانت مبتسمه و في داخلها طاقة جباره…. يومها تسلقت الجبل بسرعه وقفت حيث لا يراها احد و دارت دارت حول نفسها و اغمضت عيناها و تاهت في غفوة الاغماءه … كانت ترى شيئا جميلا لا يرى و تسمع صوتا غريبا وحدها تسمعه، … في صدرها خفقة غريبة لا هي حزن و لا هي فرح هي بين ذاك و ذاك… من كل احساس اجتمع جزء فما عادت تدري اهو غصه اهو فرحه اهو خوف لا تدري و لا تود ان تدري تود ان تطير اليوم بلا تفكير.
كانت لقائاتهم ملتقى للاحاسيس فقط دون الكلام كانت تخاف الاقتراب منه ..هو يشكل استفزازا قويا لجسدها يجعله ينتفض بتمرد.. رعشة غريبة في صدرها.. ووخزات غريبة في معدتها تريد الاقتراب و تخاف الاقتراب… نشوة كافلام الرعب تتفجر في داخلها و تخاف ان تصرخ تخاف ان تركض لا تستطيع ان تتحمل هذا الشعور لا بد ان تطير او ان تتفجر… و لا تستطيع حتى ان تعبر… هي تنظر اليه فقط و تناجي السماء بالمشاعر….
ليتنا نستطيع الاحتفاظ باللحظات ليتنا نستطيع ان نحبس عطر المكان سكون المكان وحدة الاحساس و تلك الغصة لا يبقى لنا من كل ذلك سوى الذكريات او ملامح ذكريات ناقصة لشئ عظيم ربما بعد الفراق لا بد ان يقتل العقل تلك الاضافات و يصبح اللقاء ذكرى لقاء شخصين دوت اكتراث لرائحة العطر دون اكتراث للنسمات البارده و الغصات دون اكتراث لذاك الانجذاب …انجذاب يمتد بين الروحين يربطهما بشئ اعظم من استيعابهم و يقفون صامتين تاركين الكلام للمشاعر و يحاولون استيعاب تخاطب الارواح….. ما اعظم ما فقدنا من روحنا ما اعظم ما تركنا …لو ان الزمن يعود الى تلك اللحظة و يتوقف …
نظرت الى السماء …يا الهي اكل هذا الحزن يحمل قلبي… لا مكان لا مكان اخر لكل ذاك الالم و لا مبرر لذاك الاختفاء سوى الغدر …غدر الروح اعظم بكثير من غدر الجسد كانت حزينة و لا تستطيع البكاء و تتصنع التماسك.. .بداخلها غضب بداخلها الم تختمه بالعجز و الصدمة و السكون و التناقض فهي تارة تعشقه و تارة تكرهه تارة تشتاقه ..و اخرى تخاف من ذكراه … لا بد للغائب ان يعود يوما ما… حتى ولو انها تدري بانه سيأتي بعد فوات الاوان.
بقلم اريج خالد