في ليلة مظلمة رغم اكتمال القمر‘ اجتمع أقوى السحرة والعرافين على وجة الأرض في مكان سري أسفل وادي الكوف؛ كانت ليلة ينتظروها كبار السحرة فحسب تقاليدهم الشيطانية يجب أن تنفتح بوابة إبليس هنا هذه الليلة قبل بزوغ الفجر وفقا لكتبهم الصفراء كل الف عام تنفتح البوابة في مكان ما لتنبعث القوة منها ‘ هناك مؤشرات يربطون بينها وبين انفتاح البوابة والتي لم يوفق سلفهم في فتحها أقوى هذه المؤشرات انعدام الإنسانية وموت الضمير اتجاة القضايا الواضحة والتي يرى فيها الظلم ولا يتحرك أحد لرفعه الليلة يجب أن يستمر الحال على ماهو علية يجب أن لا يصدر من إنسان عمل خير ولو بسيط ‘ كان السحرة يباركون المكان ويقرؤون طلاسمهم وتعويذاتهم وسط ذلك الاجتماع كان السحرة الأبرز ثلاثة : ساحر بوذيّ ‘ و الثاني يهوديّ‘ والآخر داعشيّ كل منهم انتظر بفارغ الصبر انفتاح بوابة إبليس وسط صخب السحرة وأقوالهم الشيطانية قال البوذي بعض طلاسمه متقربا إلى الشيطان وبضحك مخيف: لقد قتلنا المسلمين وأكلنا أطفالهم و صمت العالم ‘واليهودي قال وهو يقرأ تعاويذه :لقد قتلنا الفلسطينيين وأحدثنا التصدعات في المسجد الأقصى ثم راح يهز رأسه وجسده ويقول: وصمت العالم عنا بل يكادون لايشعرون بما نفعل ثم هتف الساحر الداعشيّ : لقد زرعنا منهجا وسط المسلمين جعلهم يقتلون ويذبحون بعضهم البعض ثم صرخ وارتعش وهو يقول اليوم في ليبيا يقتل الليبيون بعضهم يذبحون بعضهم يأتون بأناس من خارج ديارهم ويستعينون بهم تعالى الصخب والصراخ وهتفوا ياإبليس آن لك أن تنتصر آن لبوابتك أن تنفتح وفي نفس الليلة كان أحمد قد اختطف الضابط ونيس وفوق جسر وادي الكوف كان هذا الأخير مقيد اليدين معصوب العينين كان السحرة قد تنبؤوا بتلك الواقعة وراحوا ينتظرون تقديم قربانهم الأقوى سأل أحمد ساخرا هل لديك وصية ؟ إبتسم ونيس وقال منذ لحظات نقلت فتاة صغيرة للمشفى ونسيت دميتها في السيارة؛ وصيتي أن تعطيها لها لابد أنها شديدة التعلق بها.
أستذكــــر أحمد تلك الدميه ‘وكيف أنها لفتت انتباهه وهو الذي تسلل لسيارة ونيس وركبها وانتظر وقوعه ؛ وتذكر أنها تشبه دمية كان قد اشترها لأبنته نفض رأسه ثم أخد نفسا عميقا وقال : ياهذا كيف وفي أي ظروف نقلت فتاة صغيرة للمشفى؟! هل معي سائق أجرة ؟ ثم ضحك بسخرية فتبسم ونيس وقال : أنا أعمل كسائق لأن رواتبنا تتأخر وجد أحمد نفسه يسأل :من أين أخذت الفتاة فقال ونيس : في الحقيقة أوقفني رجل في الطريق عرفت فيما بعد أنه شقيق لمرأة تركها زوجها ولديهم هذه البنت اسمها دعاء؛ وأستطرد بينما راحت عينا أحمد تتسعان في ذهول بيتهم في حي شبنة ؛بيت قديم‘ لم أخد أجرتي بسبب ضيق حالهم وقلت أجري على الله سيكافئني والحمد لله سيكافئني بالشهادة ؛ تزلزل أحمد من هول الصدفة هذه الفتاة ابنته وهو ذلك الرجل الذي هجر زوجته منذ ثلاث أشهر عندما ضاق به الحال ووجد نفسه متوجهة للفكر التكفيري لم يعد يملك القوة ليرفع مسدسة على الرجل سقط المسدس وفي تلك اللحظة تعالى صوت آذان الفجر وسط دموع أحمد واستغراب ونيس و تساقطت الحجارة أسفل الوادي هتف الساحر الداعشي: يجب أن نخرج اللعنة على البشر لا أعرف كيف تؤثر فيهم أشياء تافهة تدافع السحرة للخروج من الباب السري للوادي الذي لا يعرف أحد مايخفية من أسرار في أعماقه المبهمه.
بقلم المؤلفة هند عبد الله عمر