نحن ندرك أن الأمر يتعلق بقضية شائكة، ولكوننا لا نرغب في إشعال العواطف كلما تقدمتم في قراءة هذا النص آملين في العثور على آراء قد تؤيد آراءكم في عرضنا، قررنا عدم تأجيل خيبة الأمل التي تنتظركم. إنّ فريق القصص العربية لا يرغب في وضع أحكام قيمية ذات طابع سياسي على موضوع مثير للجدل كموضوع فلسطين. غير أنه ولكون القرارات لا مفر منها في هذه الحياة، وأن الأمر قد يزداد سوءا إذا كانت القرارات التي يتخذها المرء لا تنبني على أسس يستطيع التعبير عنها بجمل مترابطة وتراكيب متناسقة، فإنّ فريق القصص العربية سيحاول أن يشرح فيما يلي سبب قبوله في المسابقة لقصص تدور حول أماكن يعتبرها المجتمع الدولي، في الوقت الحاضر، تتواجد في الأراضي الإسرائيلية، وبالتالي، خارج العالم العربي.
كون هذا المشروع يهدف إلى ترويج اللغة العربية وآدابها، فإننا اعتمدنا على المعايير اللغوية. اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرسمية الثانية في إسرائيل، وبغض النظر عمّا قد يبدو على المستوى الشخصي، فإنّ نسبة الناطقين باللغة العربية في علاقتها باسرائيل والأراضي المتواجدة ضمن حدودها بما يقصد في اللغة العربية ب”إسرائيل” هي ضئيلة جدا في أحسن الحالات. ولكون الموقع لا يرغب في تبني أي منظور توجيهي إذ يقدم للقراء كيف يمارس المتحدثون باللغة العربية لغتهم الأم في استكشاف العالم من حولهم، فطبيعي أن تندرج أيضا تحت عنوان “فلسطين” القصص التي ترتبط بأماكن تقع أيضا ضمن ما يعترف به المجتمع الدولي اليوم بإسرائيل. نحن نعتقد اعتقادا راسخا بأن النهج الدوغماتي للغة قد تسبب بالفعل إلى حد بعيد بأثر ضار جدا على الأسلوب الذي يستعمله الكتاب العرب في التنقل عبر المجال المفاهيمي الذي يسمح لنا نحن البشر بتقريب الواقع الخارجي المفروض علينا من جهة، والابتعاد عنه من جهة أخرى.
نتمنى أن لا نكون بكلامنا هذا قد تسببنا في جرح مشاعر بدون قصد. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نعتذر بإخلاص لأي شخص تسببنا له في ذلك. لم يكن هناك من مفر. لعلّ الرغبة في الميلودراما التي ينطوي عليها الأدب دفعتنا إلى إخراج كل ما في الجعبة.