الساعة الثامنة مساءً بخطوات سريعة صعدت سلم الطائرة في مطار اسطنبول للعودة الى الكويت … دخلت استقبلتني ابتسامة المضيفة ورددتها وانا انظر الى ورقة الجلوس بيدى، هناك رقم خاص بمقعدي اذكره تماما E 11، وصلت المقعد فكانت فتاة صغيرة تجلس بجانب النافذة كانت منكمشة في مقعدها ولان الجو كان باردا فقد كانت ترتدي الجاكيت المطري حتى الرأس وتبدو ملابسها بسيطة وملامحها من افريقيا … كانت تبدو مجهدة العينين حين التفت نحوها رأيت الأحمرار واضحا ربما من الإرهاق جلست بجانبها منقبضة القلب في صدري مخاوف وقلق سالت نفسي بم تفكر تلك الصغيرة؟ لم يبدو الإرهاق واضحا عليها وهذا الاحمرارفي عينيها؟؟ ماذا يمكن ان تفعل؟ من اي دولة هي؟ ربما كانت من اثيوبيا!! .. يقولون ان هناك قبيلة في اثيوبيا من طقوسها انها تذبح البشر وتقدمه كقربان للآلهة حسب معتقداتها .. وربما كانت تلك الصغيرة من هذة القبيلة وأتت للخليج للعمل.. كانت تمسك بشدة كتاب صغير وتمد بصرها نحو الامام ولم تلتفت وربما لانها لم ترحب بي و تبتسم كما ابتسمت المضيفة ربما لأجل ذلك جال بخاطري انها من قبائل اثيوبية فقد غلب عليها ...اقرأ المزيد
Author: Rita Tapia Oregui
حنين وذكريات
عدت لتوى من سفرى للخارج ..كم اشتقت كثيرا لبلدتى الصغيره …اصبح كل شىء فيها اكثر بهجه من ذى قبل… الاشجار العاليه واغصانها اليافعه…وعصافيرها الرائعه المغردة ..ولا احدثكم عن هوائها النقى فهو بحد ذاته علاج كبير لكثير من الامراض..كانت اجمل ايام شبابى فى تلك البلده الصغيره..حنين وذكريات كثيره لم تهدأ ثورتها ابدا بداخلى …لم يعكر صفو اجازتى سوى مرض امى الحبيبه..وبحكم عملى كطبيب شاب اوليتها كل اهتمام ورعاية من الممكن ان تحصل عليهم فى بلده صغيره كبلدتنا…لم يكن مرض امى خطيرا وانما مجرد ارهاق صغير..ولكن لهفه الابن المشتاق ولوعة قلبه كانت هى من تزيد المرض فى عيناى.. اهى تلك النهايه ياامى …
كل يوم اتنزه قليلا على ضفاف نهر بلدتنا الصغير .. الهو مع كل شىء طبيعى من حولى..مياه كانت او عصافير صغيره او اطفال يلهون بكل براءه وحب…مخطىء من ظن انى عدت لبلدتى كى اعطيها شىء … فعلى عكس الواقع انا من احتاج الى ان أخذ منها وأخذ منها الكثير والكثير والكثير …إشتد مرض امى وقد ادركت انها النهايه التى كنت اخشاها .. لم يكن لى غيرها ولم يكن لها غيرى … فانا غير متزوج .. وابى رحمه ...اقرأ المزيد
كـــاره الحيـــاة
مصطفى شاب تجاوزالعشرينات من عمره ..خريج احدى الكليات..ارتبط منذ سنوات دراسته الاولى بزميلته هيام .. وما لبث ان تخرج حتى حول علاقتهما الى علاقه رسميه.. فقد تقدم الى خطبتها من والدها الموظف المرموق الذى لم يرحب بالفكره خاصة وان مصطفى لم يعمل بعد ..الا انه امام اصرار ابنته لم يجد بدا من الموافقه
مرت شهور .. ولم يتغير الحال.. يبحث عن عمل مناسب لكن دون جدوى..
ذات ليله ممطره استقبل هاتفه المحمول مكالمه من حبيبته..اخبرته ان والدها يريد فسخ خطبتهما..واخبرته انها ستضطر لقبول رأى والدها بعدما ضاق بيها الخناق..
اصيب مصطفى بمزيج من الذهول وخيبه الامل..حبيبته هى الوحيده التى كانت تسرى عنه وتشد من أزره..ستذهب ولن يعد لها وجود ..شعر ان حياته لم تعد لها قيمه وراودته فكره التخلص منها..ولم تلبث ان تحولت فكرته الى قرار!
خرج من بيته..لم يكن الوقت بالمتأخر ولكن هطول الامطار ساعدت على خلو الشوارع من الماره..استقر به الحال اعلى كوبرى يطل على نيل مصر الساحر.. تردد لحظه..ونظر حوله وكانما يتأكد ان لا احد يراقبه .. ثم اتخذ قراره وألقى بنفسه من اعلى الكوبرى..
-لا حول ولاقوه الا بالله
-اسرعوا بالاسعاف
تلك هى الاصوات التى تناهت الى مسامعه وهو نائم ...اقرأ المزيد
الذاكرة المطاط
خارت قوى ركبتاي وأنا أسير على جانب الوادي لبلوغ منزلنا الواقع قرب البئر في بلدة قاع اسراس. مفعول السجائر على المعدة الخاوية جعلني كقطعة ورق تقف في وجه الرياح. فكرة العودة كانت تطرق جمجمتي، لكن عن أي عودة أنا أبحث؟ فأنا كلما تقدمت بقدمي خطوة إلى الأمام عادت ذاكرتي ألف خطوة إلى الوراء.
الآن أنا أقف على بعد بضع خطوات من المكان الذي قصدته. كان الستار متدليا على الباب. تصلني أصوات موسيقى جبلية ورائحة طاجين السمك. كل قطعة في جسدي ترتعش، زادت سرعة دقات قلبي، ماذا سأقول له عندما أراه؟ أو ماذا سيقول هو عندما يراني؟ هل سيتذكرني بعد كل هذه السنين؟
طرقت طرقتين على الباب وقلت السلام عليكم. انقبضت عضلات وجهه وانحبس دخان الكيف في حنجرته، كاد يختنق من فرط السعال، وقع بصري على قنينة ماء فقدمتها له، شربها بسرعة وتعانقنا، رائحته لم تتغير، رائحة العرق ممزوجة برائحة دخان الكيف.
-لقد صرت رجلا يا عماد.
قال وعيناه تتغرغران بالدموع، حقدي الشديد عليه خيّلها لي دموعا مُصطنعة، لم أقل شيئا، فقدت قدرتي على الكلام.
-قالوا لي أنك قد تفوقت في دراستك عكس إخوتك.
قلت: لو كانوا وجدوا ظروفا مناسبة لتفوقوا هم أيضا، وما كان حالهم هو الحال
فلاذ ...اقرأ المزيد
شارع الرحمة
أخرج من مسجد (الحمد) بعد انتهاء صلاة الجمعة، لا أذكر شيئا من الخطبة، كانت طويلة مكررة، والإلقاء سيئ، مما أعطانى فرصة لأفكر فى لقائى به.
أعبر الطريق المرصوف الموازى لترعة (المحمودية) لأقف على أول (شارع الرحمة)، يفصلنى عنه خمسمائة مترًا وخمسة وثلاثون عاما، وألم أراه يتزايد فى عينيه بعد كل لقاء، غضب يخيفنى حتى بت أخشى لقاءه، أمشى ببطء شديد مخافة أن أقع فى إحدى الفجوات الزمنية بين الصور التى تنطبع على عيني.
على يمينى؛ ولمنتصف المسافة تقريبا يقع السور العالى لشركة الأدوات الصحية والسيراميك الشهيرة، التى غيرت البيئة الجغرافية والاجتماعية للمنطقة، تتداخل الصور الملونة الآنية، وصور الأبيض والأسود القديمة، فتهتز خطواتى، بالتات السيراميك الخاصة بالتجار تستند على سور الشركة، كنت ورفاقى نقفز فوق هذا السور الذى لم يكن بكل هذا الارتفاع لنسرق بعض ثمار البرتقال أو المانجو ونحن عائدون من (كُتاب الشيخ السعيد)، بعضنا يتسلق أشجار النخيل القريبة من السور، البعض يقذف الأشجار بالطوب، فيتساقط البلح الأحمر والأصفر على الأرض بجوار السور، أو فى مياه المصرف الصغير المحاذى له، صفارة عالية نسمعها من الولد (حمدى الأعرج) الذى ...اقرأ المزيد
القَادِمُ مِن السَّمَاء
كَم كانَت تلكَ اللَّيلةُ مُدلهِمَّةَ الظَّلَامِ والشَّرِّ، وسط ساحة ذلكَ الجَامِعِ الكَبِيـرِ، ومع ذلك الأعور الخبيث والّذي كأنَّهُ خرج من قعر زنزانة في الجحيم، لا يقدِرُ عليه أحدٌ من الإنس ينشُرُ الضِّلالَ ويقطع رؤوس الأبرياء وبارعٌ في السِّحرٍ أيَّما براعة والّذي كان قد أعاث الفَسَادَ في الأرضِ ووصلَ إلى ((الليفانت(1)))، هاهنا استفحل اليأس فِي جُزءٍ كبيرٍ من النّاس باستثنائنا وكُنَّا معتكفين بالمسجدِ الكَبير(2) ونحن نرجو الرَّبَّ أن يَمُدّنا بجندٍ من جُنده يقدِرُ على تخليصنا ويفقأ تلكَ العين المتبقية في رأسهِ، وإذ بلجَ رَجلٌ ينزلُ مِن السَّمَاء على شيءٍ يشبهُ المَلاكَ، يضع كفيه على أجنحة ذلك المَلاك الّذي يمتلِئ مسار طريقه إلى تلك المَنارة السَّاحرةِ نورًا وبهاءً على غير مثالٍ سابقٍ، يفوحُ منه ريحٌ يُرعب الضَّالين ويريح المؤمنين، هاهنا ذهبنا راكضين إلى تلك المنارة لنرى مَن هذا يا تُرى؟ وقد ازداد إيمانُنا لا إردايًّا بأنَّ مَن يطلب الخيرَ بصدقٍ ستساعده السَّماءُ دومًا من حيث لا يحتسب، ركضنا وركضنا ونحن نأمل أنْ لا يعترضَ طريقنا ذلك الأعور أو أحد أشياعه الّذن ملؤوا الأرض ظُلمًا وفسادًا، فعندما وصلنـا لتلك المَنارة ودخلنا دون طرقٍ على الأبواب وجدنا ...اقرأ المزيد
أحلام لا معنى لها
كانت الساعة تشير الى العاشرة والنصف ليلا وكان حنين وحده يقف بشارع معتم وحوله حقائبه، شيء غريب كان يجذبه إلى مكان محدد ومقصود، العمارة التي كانت تشعره بالألفة والراحة، كان مفعما بمشاع ساخنة، وعبر المدخل أمد رأسه ..
هاهو الآن في قلب البيت يجر أحاسيسه كخيط من شعاع ليرتمي في حضن حياة ويغوص في نهر الأحلام، أما هي فقد كانت تبحث فيه عن ذلك الجانب الوديع من شخصيته كانت تعرف انه سيعود يوما ما وأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، لذلك كانت شديدة التفاؤل والانشراح، فتماوجت بين ذراعيه وأحست أن جاذبية الحياة قد ازدادت سرعتها لما التقت الشفاه في قبلة تحمل حرارة الاشتياق والحنين ..
في الصباح كانت تتكئ بأحد مرفقيها على المنضدة شابكة أصابعها على بطنها، نظرت في عينيه مباشرة والسعادة تغمرها، لم تستطع أن تحبس ابتسامتها وهي تتأمل وجهه الجميل ثم اغرورقت عيناها من فرط إحساسها أنها ليست بمفردها، وكم كانت تحب وجوده الذي يجعلها تطلق فيه مشاعرها وأحلامها بكل شجاعة، وهكذا بدأت تنسج خيوط هذا الحلم الجميل متيقنة تحقيقه لكن سرعان ما تبددت أمنيتها وانهارت لبناتها على شفا حفر من التعاسة والحزن العميق والصدمة القوية حين ...اقرأ المزيد
نوستالجيا
صباح عيد الربيع؛ يخيم الهدوء على منازل القرية عدا منزلنا تملأه ضجة من باكورة الصباح.
أخرج من غرفة إلى أخرى لأيقظ والداى، أختى وأخواى
-هيا استيقظوا، حان وقت الذهاب
وضعت فى حقيبة ظهر كثيراً من السندويشات، ووضعت زجاجات بيبسى وزجاجات مياه فى أكياس بلاستيكية وإنتظرت ريثما ينتهوا من إرتداء ملابسهم. بعدما فرغوا أحكم أبى غلق الأبواب وذهبنا.
عند الضُحى وصلنا إلى مدينة مزدحمة بكثير من الناس.
نزلنا أمام كوبرى طويل يغوص جزأه السفلى فى مياه.
نظرت بإتجاه أبى
-هل هذه هى القناطر الخيرية؟ قلت
-بلى هى
وقفنا نتأمل صفاء المياه وكبارى أخرى تأخذ عمدانها من الأسفل شكل بوابات مفتوحة تعبر المياه من خلالها.
عبرنا الكوبرى من خلال بوابات ذات طراز إسلامى. فى نهايته ظهرت أمامنا حدائق فسيحة متراصة إلى جوار بعضها، تحمل كلاً منها إسماً خاصاً بها.
وجدنا الحدائق ممتلئة بأُناس كثُر؛ عائلات تفترش الأرض ويأكلون أسماكاً مملحة.
فتيات يسيرن فى دلال والإبتسامات لا تفارق وجوههن.
أطفال تجرى فى كل مكان بالحدائق، يلعبون ويصيحون ببراءة.
دخلنا إحدى هذه الحدائق؛ إستظل والداى بظل شجرة وفى الجهة المقابلة رحنا نلعب أنا وإخوتى.
قفزت ...اقرأ المزيد
أويا، سيجارة، والعجوز التركي
تاريخين مختلفين، شخصين مختلفين يتشاركان في 25% من جيناتهما، ساحة كبيرة تغير اسمها على مر الزمن، هي الأكبر في المدينة والأشهر، مقابلها يوجد مبنى تاريخي يعود لعصر ما قبل الإسلام، ومبنى أخر أحمر يعود يحتوي على تاريخ يعود لقبل الميلاد، قبل حتى أن يبدأ تسجيل التاريخ.
ولكن كل هذا لا يهم، فها هي سارة تقف هناك، تنتظر شخصا ليعطيها سيجارة، سيجارة حشيش، الحشيش ممنوع على الفتيات هنا، كذلك السيجارة العادية، التدخين ممنوع، قبل 40 سنة وقفت سارة هنا، ودخنت مع صديقاتها، كان مسموحا له في ذلك الوقت، كانت حانة أويا تقف مقابل سارة وخلفها يقع المبنيان التاريخيان، اختفت الحانة وبقيت المباني.
تستذكر سارة كلمات جدتها أثناء انتظارها، كان اسمها سارة أيضا، كانت الجدة تقول “اسمنا مميز.”
تتساءل سارة “لماذا؟”
“ليس له معنى عميق ولكنه منتشر في العالم، لا يخطئ أحد في نطقه، لا يخطئ أحد في كتابته، لا أحد يسخر منه، وهو اسم حديث في كل الأزمان، على الأقل حتى زمننا هذا، كذلك إن بحثت قليلا تجدين العظيمات ممن اسمهن سارة، أشعارا عن سارة، وأغاني كذلك، إنه اسم قد يعطيك بعض الشعور بالعظمة عندما تحتاجينها” تجيب سارة.
“لا أريد ...اقرأ المزيد
العقل الباطن
كان يجلس سامى فى حديقة الجزيرة المجاورة لدار الأوبرا المصرية حيث كانت تطل الحديقة على نهر النيل ويرى من حوله المبانى العالية والمراكب العائمة التى تنير ظلام النيل الهادئ فى الليل بألوانا زرقاء وكان يسمع الموسيقى الصاخبة التى يعلو بها أصحاب المراكب فى رحلاتهم النيلية القصيرة التى كانت تطوف بالسائحين وأبناء هذا النيل لتنسيهم الام حياتهم اليومية لمدة لا تزيد عن نصف ساعة ثم تعود بهم الى كأبة الحياة مرة أخرى ولكن سامى لم يكن يستمع الى موسيقاهم لقد كان له موسيقاه الخاصة التى يسمعها من على الأنترنت فأنه عالم يأخذك من عالمك الحقيقى الذى يجبرك أن تسمع وأن تكتب وتعمل وتتعلم مثلما هو يريد ولكن العكس تماما فى هذا العالم السحرى الذى تختار أنت أى طريق تحب تمشى فيه أى مكان تحب أن تستمتع فيه بوقتك أى موسيقى تحب أن تستمع لها لقد كان سامى يختار أقرب الأماكن هدوء وأرتياحا الى النيل ويستمع الى موسيقاه ويشرب شئ ثم ينصرف الى حياته مرة أخرى وفى مرة من مرات جلوسه الطويل فى هذا المكان حدث ما كان يتمناه قد سمع ضحكات تأتى ...اقرأ المزيد