فائز المسابقة الأدبية “ألفا ليلة وصحوة”
“هل نسيت شيء ما ؟”. سألت نفسي وأنا أجلس لإحتساء كوب من الشاي بعد جولة مضنية في سوق الخضروات. تأكدت من تمام أغراضي ثم تنفست بعمق. كان الرصيف يعج ببائعات الشاي. و روائح النعنان والقرنفل، طغت على عشوائية المكان فبدى ملهماَ ومستدرجاَ للمارة. لم يكن هنالك الكثير من الزبائن هذه المرة. لم أجد شيء جدير بالإهتمام لألقي عليه نظراتي الهائمة. فالصباح مازال يطلق أنفاسه، والعودة الى المنزل في مثل هذا الوقت، هي أبعد ما يتمناه شخص عاطل عن العمل من أمثالي. بدأت أطالع لافتات المحال التجارية التي تطوق المكان،كنت مخلصاَ في حفظها عن ظهر قلب. تارةَ أراقب المرضى وهم يتباطؤن نحو الصيدلية، وتارةَ أخرى تجذبني حوارات بائعات الشاي فأخوض في الحديث معهن دون إستئذان. كان يجلس بجواري شاب ملتحٍ ، تتدلى جدائل شعره من على رأسه كحبال التيل، يرتدي بنطالاً كان قد أنزله الى ما أسفل عظم الحوض بكثير، فبعد أن استقر جيدا على كرسيه، قام بترتيب قبعته ثلاثية الألوان ثم أدخل سماعات صغيرة في أذنيه وأخذ يترنح ببطء وبإيقاع متزن حتى أثار فضولي فتبسمت قائلاً: أيمكنني أن أطرب معك قليلاً؟ أجاب ...اقرأ المزيد