حضن الأمواج

beach
ها أنا اكتب كعادتي..

أريد البوح بما في داخلي و لكن الخوف يمنعني، أريد أن “أفضفض” بما في قلبي و لكن لا استطيع. لطالما حاولت و لكن كلّما تقدمت خطوة للبوح عن مشاعري و أحاسيسي تصفعني تلك رياحهم القاسية، الجامدة، القوية. لطالما أهلكتني أمواج مشاعري الفائضة التي لا تعرف معنى للهدوء و السكينة لتريحني و لو قليلاً.

ها أنا ابحث عنكَ مجدداً..

فلطالما أحببتُ الكتابة بجانبكَ. و أنتَ كعادتك، تهدأ ثم تغضب فجأة، تبتعد عني ثم تعود إليَّ فجأة. صوتك الهادىء يطمئنني و يهدىء من روعي عندما ألجأ إليكَ مفجوعةً من حالي. لَعبِت بحالي الأقدار و الأيام و حتى الأحلام فأصبحتُ منهكَةً لا أقوى على المقاومة. فكلّما التقينا تأخذني أنتَ إلى مكان بعيد، عالم آخر نملكه نحن و نعيش فيه معاً. عالمٌ حيث اعتدنا فيه على الأمل. كم اشتقت إليك يا مواسيني و إلى أمواجك التي لطالما جذبتني إليك و كأنّك تريد احتضاني لربما يخفف ذلك من أحزاني.

ها أنا اليوم أعتذر لكَ عن كل ما بدَرَ مني سابقاً من هجرٍ و نسيان..

أتيتُ إليك اليوم لأعيشَ في أعماقكَ إلى الأبد، فإنني لم أرى راحتي إلّا معك و بقربك. أتخذتُ قراري هذا و لن أندم عليه أبداً. سأترك كل شي خلفي حتى قلمي هذا و سأمضِ نحوك و سأدعكَ تأخذني إلى حيث ما تشاء. فلن تكونَ هي إلّا ثوانٍ معدودة حتى تحلق روحيَ الضعيفة إلى السماء و تحظى أنتَ بجسدي. فمن يدري لربما تحتاجني أسماكُكَ لتعيش فلطالما احتجتُ و لم ألقَ حاجتي عندهم. فلطالما مرّت عليَّ ليالٍ صعبة، باردة، قاسية. احتجت فيها لحضنهم ليدفئَني و لمواساتهم لتهدِئَني و لكلامهم ليطمئِنني و لكن في المقابل لم ألقى غير الصد و الهجر و النسيان..

ها جاء دوري،

فأنا الآن من سترحل و تهجر و تصد. سأغوص بعيداً عنهم و عن ذكرياتهم القبيحة التي لا تزال تلاحقني أينما ذهبت. سأبحر بعيداً عن شاطىء قسوتهم الجاف. لن أدع وعودهم الكاذبة تحطمني مجدداً، أبداً. لأنني في هذه المرة أنا من سترحل بعيداً و ليس هم.

ها أنا أراكَ يا بحري تستقبلني و ترحب بي بموجةٍ مثالية. لا تتردد فها أنا قادمة إليك و لن أخذلك هذه المرة، فسأظلُّ في أعماقكَ الدافئة إلى الأبد فخذ جسدي و خلصه من روحيَ الضعيفةُ تلك.

خذ جسدي و خلصه من روحيَ الضعيفةُ تلك.

 

بقلم المؤلفة أسماء منصور المنهالي

اختر مغامرتك

بدون شك لست من عشاق البحر. أعلم ذلك!

أ) فهو يضم الكثير.

ب) تغيرات مزاجه مفاجئة جدا.