لم يكن سهلا على وسيم الوصول إلى مهد أجداده وهو لا يعرف عنها إلا القليل لكن تعرفه على سمير جعله يشعر بالأمل بذلك، كان وسيم شابا بالعشرين من عمره أما سمير فكان بالثلاثين.
مدينة البليدة هي مدينة عُرفت قديما أنها مدججة بالورود فلم يكن من سمير إلا أن طلب من وسيم الاستفسار عند صانعي العطور ومن أين لهم بأفضل ورود. بدأت رحلته بشوارع باريس وهو يسأل عن مصدر الورود والأزهار التي يتم استخلاص الروائح الزكية منها إلى أن زار عطارا اشترط عليه العمل لديه لمدة شهر بأكمله دون انقطاع كي يوصله بنهاية المطاف إلى مدينته، فكان له ذلك وهو يجر قدميه كل فجر إلى أن تغيب الشمس وبعد أن اكتمل الشهر أخلف العطار بوعده وتنكر لمساعدة وسيم الذي اشتد حنقه عليه وارتفع صوتهما إلى أن سمع أهل المدينة بقصة وسيم وشوقه إلى التعرف على مدينة أجداده ومن خلال سرده لكل ما يعرفه عنها دله أحد المشايخ للمدينة إلى مكان تم سقوطه منذ قرون وقال له الأندلس هي المدينة التي تبحث عنها فقد عُرفت بالورود والبساتين وكل الروائح العطرة لقد بناها المسلمون بالماضي وأكثروا من الأزهار بكل أنواعها.
توجه وسيم إلى هناك ...اقرأ المزيد