اكسندرا

382711_161112343993930_100002854971417_203318_1690114023_n

ذهبتُ إلى إحدى المدن السياحيه

لأبحث عن فرصه عمل

وبالفعل وجدت عمل ” أمن داخلي ” فى أحد فنادق
مدينه شرم الشيخ

استلمتُ عملي وكانت الفتره الليليه

ففرحتُ لذلك، ما أجمل أن تكون منفرداً بهذا الشاطئ
وتلك الفيروزات التي تناثرت لترسم لوحه فائقه الجمال

وحيث أن الفندق فوق هضبه عاليه كان البحر أسفلها
فقلت لنفسي ما أجمل هذا العمل الذي أزاح من أمام عيني أي عناء
والقى بي طائراً يحلق فوق البحر
لكني كنت دوماً يقظاً منتبهاً لأي شئ قد يعكر صفو نزلاء الفندق
وخصوصاً أنهم أجانب جاءوا من أقاصي الأرض لتنعم أرواحهم بالسلام هنا

وفى إحدى الليالي رأيت فتاه وعلى مسافه ليست بالقريبه

رأيتُها تنزل ُسلم
أنتبهت أن هناك سُلم للوصول إلى الشاطئ

لا شئ يبقينى مُنتبهاً

سوى مشاهده ماذا تفعل
غير أنها ظلت جالسه كل الليل على صخره.
القمر يوشي بظلها على الرمال
وكما في الأساطير القديمه
رأيتها حوريه تتراقص فوق الموج.
مر الليل بسرعه وأنا أرقب تلك الفتاه
ومع انبعاث أول نور للفجر
اتضحت لي أكثر
كانت تداعب ذبد الأمواج بقدميها
كسفينه تجدف وحدها تبحث عن مرفأ

ومع ظهور الشمس أمسكت كاميرا كانت في يدها
وألتقطت صوره

كانت الشمس وقت إذ تولد من رحم البحر
وقتها انعكس في عيني ضوء الشمس
حينما تركت شعرها الذهبي الطويل يسافر مع الرياح الثائره

ثم صعدت السلم

ومع كل درجه كانت تتكشف لي ملامحها أكثر

عندما رأتني أقتربت مني وتفوهت بكلمات لم أفهمها

وقتها أطلت النظر إلى عينيها

وكأن لقطه خروج الشمس من البحر أمامي

كانت عيناها خضراوتان تميلان إلى الزرقه
بين شرودي في عينيها وحيرتي ماذا تقول،
رفعت يدها ملوحه لي أنها ستُغادر المكان
واختفت بين الطرقات المتداخله
بعد هنيهه جاءني زميلي في العمل يقول لي
“هيا يا صديقي قد بدأت فتره عملي هيا لتسترح أنت”
ذهبت إلى غرفتي وشئ بداخلي يرهب النعاس
همست لذاتي
“قد سحرتني تلك الفتاه”
إلا أنني أسلمت نفسي للنوم حتى أزيح تلك الساعات
الثقيله كما جسدي المتعب

نهضت مُسرعاً مع الغروب كما الطيور الراحله إلى أعشاشها

وما أن غادر زميلي تاركاً المكان لي
حتى رأيتها قادمه، إلا أنها لم تنزل السُلم هذه الليله
بل أقتربت مني وأعطتني كتاب

ثم لآمست يدى برفق
وبإبتسامه كحفيف أجنحه النوارس
همست وهي تدغدغ الكلمات
“أسمي أكسندرا”

ولأول مره أشعر بشئ يسرى فى قلبى

رحلت دون أن ترفع يدها أو تلتفت

فتحت الكتاب مسرعاً

وجدت به ورده حمراء

تقاذف عبيرها نحوى

ورأيت كلمات باللغه العربيه

(أريدك أن تتعلم اللغه الايطاليه لأجلى )

وكتبت أنها مسافره اليوم وسترجع فى العام القادم

وكوميض برق اختفت، فازرفت عيني دمعه وداع
كانت أول ما روى وردتها.
احتضنت الكتاب وكأنه دليلي إلى أفراح قلبي
وأخذت أقرأه وأتعلم ليل نهار
حتى تعلمت لُغتها فى أيام وتمنيت أن تمر تلك الشهور الثقيله

فى تباطئ دوران الكواكب البعيده حول الأرض مر العام

وفى يوم رأيت فتاه تنزل إلى الشاطئ

أنتبهت وخفق قلبى مُسرعاً

كان يُسابقنى درجات السلم

الشمس تُولد من رحم البحر

صوت تكه الكاميرا جعلنى أصرخ ..أكسندرا

عندما أستادرت توقفت عقارب ساعه العام المرهق

قالت لى باللغه العربيه أحبك جداً

وقلتُ أنا بالإيطاليه أحُبك أكثر

فأبتسمت وعانقتنى

أحسست وقتها أن

الشمس توقفت عن الصعود

 

3480-11-l-1

المؤلف، عبدالله عشـماوي محمد خلاف:
ومن أنا في هذا الكون الفسيح سوى طيف دخان يتماوج فيتضح ثم تهب عاصفه الرحيل فيتلاشى / أنا لا شئ

اختر مغامرتك

بعد مرور عشر سنوات، اقشعر بدنها عندما تذكرت مزاح الصيف ذات مرة خلال رحلاتها إلى الخارج

أ) لحسن الحظ لم يفهم شيئا من كلامها الخجول الذي دام لحظات وجيزة.

ب) من المؤسف أنه لم يتوقع أنّ ليس لديها ما تقول.