اختفى الأتوبيس بعد أن غادر آخر سلمة من سلالمه، كل شيء اختلف تماما، فجأة تظهر الجِمال والخيول، لا أثر لعجلات على الرمال التي يدوسها بقدميه، والتي تمتد أمامه حتى شاطيء البحر، في منتصف المسافة بينه وبين البحر فاصل طولي بأكواخ خشبية أسقفها من جريد النخل, يقترب من أحد الأكواخ ليجدها من الداخل مبطنة بخشب قديم وبالكاد يكون متماسك، يطرق الباب فلم يستجب أحد، الفضول يطن كنحلة في رأسه، يعثر على نافذة قصيرة مفتوحة بترحاب في الجانب الأيسر فيدخل منها، محتويات السكن مبعثرة في كل مكان، يتوسط تلك الفوضى كرسي عليه عجوز نائم في هدوء، ملقى على الأرض زجاجات ويسكي، تدفق الدم يزداد في عروقه وجسده يلفظ عرق بارد، تردد للحظات في أن يوقظه، ابتعدت خطواته عن العجوز؛ ثم سحب زجاجة وخرج من شباك في جانب آخر مفتوح، ابتعد بضعة خطوات وقف ليستطعم مرارة الويسكي على مهل، يتأمل تفاصيل المكان وهو يتنفس النسيم..
ما إن وصل إلي الشاطيء؛ إلا و وجد نفسه حافي القدمين، لمست باطن قدميه الرمل المبلل، داعبت أنفه رائحة مسك مخلوطة بهواء البحر، بجانبه ممر صخري، بعدما انتهى من عبوره وجد ...اقرأ المزيد