صباح الخير أيتها الشهداء، نهاركَ جميل بنَا أيها الوطن ….
قبل أن أقول كل شيء لآلاف البشر الذين يشاهدونني على شاشات التلفاز، علي أن أستجمع كل قطع الذكريات المتشظية هناك، و أن أحفر لها قبرا عاشرا و أقرأ الفاتحة على تلك الأشلاء التي لم تجد قبرا يسعها، ستظل تسافر معي و تطلب الثأر، علي أن أمشي على رؤوس أصابعي، فلعل قلبا صغيرا انتثر هنا فوق هذا الرصيف، علي أن أحني رأسي قليلا و أتجنب النبش العنيف، فهذه أنامل “مريم” بين هذا الركام الرمادي، هذه ألعاب ” ورد” المخزوقة، و التي يخرج الصوف من منخارها، و قليل من الدم، هذه أساور ” نهلة” التي ترج بها سكون الليل، هذه كتب ” الجليلة”، أقلامها، دفاترها… هذه صورة العائلة. و الفانوس الذهبي الذي اشترته ” راما” لتستقبل به رمضان، حين رفعت الآلة الصفراء تلك سقف البيت الذي انهار كلية فاحت رائحة العائلة كلها دفعة واحدة، كدت أسقط، ارتجفت ساقاي و ما عادت تحملانني أكثر من ذلك، تركت كل شيء و عدت أجري و أسقط و أتعثر بين أكوام الركام. حتى وصلت شارع النزار في حي الشجاعية، كان الناس يغادرون ...اقرأ المزيد