تعليق على قصة “عند بائعة الشاي” بقلم ميلاغروس أوريغي نافاريتي

Mare Nostrum

سأقوم بتحليل قصة “عند بائعة الشاي” من منظور تحليل نفسي، لأن هذا هو مجال تخصصي. أعتقد بأن هذه القصة تتناول مسألة مدى قدرتنا كأفراد على تحدي المألوف للبقاء والمُضي قُدماً. أعتقد بأن هذا موضوع مهم لأن كبح جماح الفردية يمكن أن يُثير مشاعر الفقدان والتي بدورها يمكن أن تتسبب بمُعاناة نفسية.

أعتقد بأن هذه القصة ثورية من ناحية أنها تعرض اندفاع الإنسان الذي يحثُنا على مُخالفة الأعراف المُجتمعية التي غرسناها في عقولنا. لقد فهمت المكان الذي تجلس فيه الشخصيتان الرئيسيتان لاحتساء الشاي على أنه يرمز لمستنقع حزن قدرنا أن نغرق فيه تدريجياً عندما شعورنا بالهجران.

يدعونا هذا الكاتب السوداني للإصغاء للحن الخفي الذي تعزفه قصصنا، يدعونا لتحمل المسؤولية المُلقاة على عاتقنا تجاه ما سيؤول إليه مستقبلنا. إن الشعور بالذنب لعدم القيام بما هو كاف لتغيير مسار حياتنا ولنكون في مكان آخر لهو الذي يدفع شخصيتي القصة للنسيان. أعتقد أن السبيل الوحيد لكسر لعنة نبوءة تحقيق الذات التي تقود المرء لسرد قصته مرات ومرات بدون توقف هو أن يُدرك بأنه مجروح وأن يعثر على كلمات ينفث احباطه من خلالها.

أليست القُدرة على رؤية ما يعتبر جميلاً ومُشرقاً فقط آلية دفاع ...اقرأ المزيد

التعليق الأدبي على قصة “عند بائعة الشاي”

Nel mezzo del cammin

بعد قراءة القصص المتأهلة للمرحلة النهائية، جلست لأكتب انطباعاتي الأولى عنها لكي أقرر أي من هذه القصص أثرت عليّ أكثر. وعندما انتهيت كان لدي شعور بأنني قد تخطيت إحدى القصص ولكن بعد قراءة مراجعاتي أدركت بأن هذا الشعور مردهُ هو أنني قد ذكرت إحدى القصص بشكل عابر في البداية وكنت قد ذكرت بأنني لم أستوعب خلاصتها. لقد كان اسم هذه القصة “عند بائعة الشاي.” إدراكي لتلك الحقيقة جعلني أشعر بأن القصة جعلتني أحس بنفس شعور الشخصيتين الرئيسيتين في القصة. فهما يظهران في القصة وهما جالسين في ساحة عامة ويتبادلان كلمات قليلة لتبادل الأفكار. لا يبدو عليهما بأن بإمكانهما فهم عالمي بعضهما البعض من خلال الحديث الذي يتبادلانه ولكن يبدو بأنهما قادران على التواصل مع بعضهما أو، على الأقل، إثارة انطباعات غامضة وعابرة لدى الشخص الآخر عما يريدان التعبير عنه وهو شيء يمكن أن نصفه بأنه يمثل بصمةً أو لحناً أو الشعور بأننا نسينا شئياً ما.

هذا ما أعادني إلى النص، الشعور بأنني قد نسيته. وبالتالي قرأت القصة مُجدداً يحدوني الفضول ذاته الذي يدفعنا لكتابة القصص؛ ...اقرأ المزيد

ترشيح نص الشاون 1936 في مسابقة ألفي ليلة وصحوة

في “الشاون 1936” نجح الكاتب بصياغة قصة تحكي أكثر مما سُرد في النص. إنها تحكي المدن العتيقة، وتحكي الإرث المعماري الجميل، تحكي الجبل وقوة أجيال مضت رصفوا بيوتهم على حواف الجبال، وتحكي الجوع والفقر والبؤس وحياة التشرد لأجيال تبعتهم. تحكي الحروب، الاتجار بالبشر، استيراد الجيوش، واستغلال حاجة البؤساء وتفصيل الأحلام الزائفة تمامًا على مقاساتهم لبلوغ أهداف الساسة.

لقد وُفق الكاتب في سرد القصة على لسان راوٍ عليم. الراوي الذي، بخفة ودون تشتيت، يتنقل بين سرده لما يحدث خلال هرب البطل، وبين الولوج إلى مخيلة البطل وسرد أفكاره. لم يركز الكاتب على سبب مطاردة البطل من قبل شخصين، لم يركز على هويتهما ولا على هويته، بل جعل الحدث والمونولوج الحاصل في عقل البطل يوضحان أسباب كل شيء، ويرسمان هويته وهوية مطارديه. فالبطل شخص فقير وبائس، يقتات على كل ما توفره له حيلته، فربما كان هربًا من محصلي دين، أو ربما بائعي طعام قام بسرقة قوت يومه منهما، فهذه هي حياته هو المعتاد على الهرب لدرجة أنه يفكر خلال جريه بترف ويحلل الأمور بمنطقية لا يمكن أن تحصل إلا في عقل شخص يجلس متأملاً لا هاربًا، لكن بطلنا ...اقرأ المزيد