بطل المدينة

1074424_10203248374629114_744899830_o

منذ لقائي الأول بهذه المدينة، وأنا أحلم بأن أكون بطلاً في عينيها، ولو لمرة واحدة، شاهدت فيها صغاراً يتناوبون على طفل نحيل حاول المرور بجانبهم وهم يلعبون، وشاهدت كباراً يتشاجرون، وقرر أحدهم؛ وهو ذو كرش كبير أن يحل الشجار بينهم، تعالى الصراخ، واصطدم رأس رجل بالرصيف، ثم اختفت ملامحه بين الأرجل، وارتفعت الأصوات: يا حرامي…. يا ابن الحرام، ومع وصول الدم إلى الأرض توحدت الأصوات: يا عيني عليك يا بطل….

في السوق أمسك بي أحد الباعة، وقرر أن البلوزة الوحيدة المتبقية عنده تناسب جسمي تماماً، ألبسني إياها، ثم رسم حولي دائرة محيطها نظراته، وأنا مركزها، وبعد أن أفسدت تلك البلوزة السهرة الأولى لها معي قرر أبي بألا أذهب إلى السوق إلا برفقة أحد إخوتي.

عند المخبز؛ شعرت وكأن كل سكان الحي قد تجمعوا هناك، كانوا يتدافعون، ويتنافرون، وعندما لطم صاحب المخبز أحد الأولاد على خده أدركت أنني أواجه أصعب امتحان للشجاعة في حياتي.

وقفت في الطابور النظامي الذي تحرك بمعدل شخصين على الأكثر في كل ساعة، ونفد الخبز، وعدت مهزوماً، وهذا ما عرضني للعقوبة، والتوبيخ الشديد في البيت، والأسوأ من كل ذلك كانت مقارنتي بابن الجيران الذي يصغرني ...اقرأ المزيد

تافوغالت التاريخ والـﺫكرى

Taforalt, mountainous landscape in the North of Morocco

انتهى الحفل بالنادي الثقافي بعد تكريم عدد من المتقاعدين من رجال التعليم بمدينة أبركان، حمل معه شهادة شكر واعتراف لمسيرة طويلة في التدريس، ومصحفا عنوان هويته ومعتقده. ركب سيارته واتجه نحو مدينة تافوغالت التي لم تفارق مخيلته وإحساساته رغم التدافع اليومي والمتواصل لانشغالات الحياة. أحس بزهو على طول المنعرجات والمنحدرات وهو يسرق لحظات متعة من الطبيعة الخلابة لجبال بني يزناسن. ركن سيارته على بعد أمتار من قبر جده، وتقدم في هيبة وشغف وهو يردد:
السلام عليكم أهل الدار الأخرى أنتم السابقون ونحن اللاحقون، اللهم ارحمهم واغفر لهم.
جثم على ركبتيه قرب القبر. قرأ ما تيسر من أيات الله الكريمة. رفع كفيه بالدعاء.
وفي المساء، جلس بمكتبه. أخرج ورقة وقلما. فك أغلال مخيلته وكتب:

– كم كانت صلاتك للوطن قدسية، وكم كانت نقاوة سريرتك متعلقة بالرب والطريقة، وكم كانت تراتيلك، وهجرتك، وطيبوبتك تعطر كل الأمكنة لتترك بصماتها التاريخية في النفوس والأجيال رغم ضنك العيش وخفافيش الظلام. ترقد في الثرى بعدما تركت وصيتك تنتظر الوفاء والإنجاز وأنت تراهن على عروق غرستها، داعيا لها بالنبات والثبات في صلواتك صبحا ومساء.
نم قرير العين، فلا زالت كلماتك ترنّ في أﺫني ...اقرأ المزيد

موعد على ضفاف النيل

images-1

إبتسامة لامعة تظهر لمعان الأسنان. بريق عين يخترق شغاف القلب. حنو ولهفة ومرح عند اللقاء…أسلحتي كلها مشهرة وجاهزة للإستخدام. أنظر الى الساعة. ما زال هناك وقت. أنظر إلى إنعكاسي على زجاج سيارة متوقفة. ألاحظ أن الهواء قد عبث قليلاً بشعري. أخرج مشطاً صغيراً أعدل به ما أفسده الهواء. أنظر الى حذائي. متسخ قليلاً. أنحني ممسكاً بمنديل ورقي. ألمع الحذاء بسرعة.

سوف نسير سوياً في البداية بجوار النيل. سألفت نظرها الى لون الشفق ومنظر غروب الشمس وسحر عينيها ونعومة شعرها وجمال جيدها… أنظر الى الساعة. يقترب الموعد أكثر. أنظر حولي وكأن هناك إمرأة تأتي قبل موعدها…..بعدما نسير قليلاً سأجلسها على السور الحجري المطل على النيل. سأظل أنا واقفاً أنظر إليها. أتأملها. أملي نظري منها. سأقول شعراً في شفتيها ونثراً في أنفها وأغاني في أذنيها. وإذا جاز لي القول سأغني مواويلاً في جسدها. سوف تبتسم في حياء أو قد تضحك وهي تطلب مني التوقف. أو الإسترسال.

أعتقد أني أراها قادمة من خلف تلك الشجرة الضخمة. أمعن النظر ثانية. تشبهها فقط….سيهبط علينا من حيث لا ندري بائعو المياه الغازية والفول السوداني وذلك الولد الذي يحمل السميط والبيض وتلك المرأة حاملة الفل والعجوز الذي…..

سوف تظل جالسة على سور الكورنيش يطوق جيدها الفل. في ...اقرأ المزيد

أبيلا التاريخ

img-20141223-wa0005

في يوم من أيام الربيع الأردني الجذاب، قادنا الشوق إلى منطقة مجاورة، قد غصت بأنواع النباتات الربيعية المزهرة الجذابة الزاهية، جلسنا قبالة منطقة أثرية لا أجمل ولا أروع، أخذني التفكير بعيدا غاص في أعماق تاريخ وجغرافية الأرض، وقد مر عليها آلاف السنين لا بل ملايين، استوطنتها شعوب مختلفة وكثيرة. واستذكرت أيضا بصفتي مدير مدرسة سابق، استضافت في الثمانينيات من القرن الماضي، فريق آثار أمريكي مدة شهرين كل سنة بعد سنة طيلة عقد، كانت مهمته أن اكتشف ما نشاهده الآن من آثار وفسيفساء وكنائس.
أبى من كان معي إلا أن يذهب إلى أرض الواقع، ويلاحظ بعينيه هذه الجهود العملاقة التي بنت الكنائس والمغاور والكهوف، فضلا عن الجسر أعجوبة في البناء الهندسي الدقيق، الذي يربط بين الجبلين، التي تقبع على سفحيهما أبيلا (قويلبة).
وصلْنا بعد أن قطعنا الطريق مع قليل من التعب وقلوبنا وعيوننا مشدودة نحو المنطقة، التي تنبئ عن حضارة بيزنطية قديمة كانت مزدهرة. تسمّرت عيوننا، وذُهلنا عندما أدركنا ضخامة الأعمدة ودقة صنعها، ووقفنا كأن على رؤوسنا الطير لهول ما رأينا. حقا إنها مدينة وتستحق أن تكتشف وتستحق أن يزورها كل من يرغب قراءة التاريخ من خلال عيون ...اقرأ المزيد

الموقع الأثري لمدينة وليلي

Volubilis Marruecos

قصص الترحال و المغامرات هي قصص لطالما عشقها الإنسان و أحبها فمن منا لا يحب السفر و ٱكتشاف حظارات و ثقافات دول و مدن عالمنا الكبير

القصة التي سأرويها لكم هي قصة عن مدينة أسطورية و أثرية تقع في المغرب و تحديدا غرب مدينة مولاي إدريس زرهون، هذه المدينة هي مدينة وليلي و قد زرتها منذ سنوات عدة أثناء سفري و ترحالي لبعض مدن المغرب الجميل، تعرف المدينة بأراضيها الشاسعة و الخصبة و شموخ مبانيها القديمة التي تعود إلى حقبة زمنية سحيقة كما تشهد آثارها على تعاقب عدة حضارات كالرومان والأمازيغ والبزنطيين وغيرهم من الأعراق المستوطنة على مدى عصور لهذه الحاضرة و التي صنفتها مُنظمة اليونيسكو سنة 1997 تراثا عالميا

قلت عنها أنها أسطورية لأنها تحكي بعض مغامرات هرقل البطل الشهير حيث يقال أنه صارع أفعى “الهيدرا” اللاذعة، وقاتل بشراسة طيور “ستيمفالوس” و تغلب عليهم، فسكان المدينة الأصليين يحفظون عن ظهر قلب مثل هذه القصص الخيالية الجميلة و يروونها للسياح الأجانب الذين يأتون من جميع بقاع العالم لزيارة هذه المدينة الأثرية الرائعة. حاملا حقيبتي الظهرية وآلة التصوير الصغيرة تجولت بين جدرانها الأثرية القديمة و إلتقيت ببعض السياح الألمان الذين حدثوني ...اقرأ المزيد

كتلة خرسانية ترى البحر

Vista panoramica nocturna en Alejandria

هذه المرة قررتُ أن أتغير فعلا. فالأحداث العامة الكبرى تُغيِّر من شخصية الإنسان بلا شك. وإن لم يتغير الواحد منا بعد أحداث كهذه فمتى يفعل؟ أقول: هذه المرة قررتُ أن أتغير فعلا. وها أنا الآن أكسر مدار يومي الثابت فأخرج من مقر عملي لا إلى مقر إقامتي بل إلى البحر.

منذ سنوات وأنا أحلم بأن تكون هذه التمشية فقرة دائمة في اليوم. فأنا أحب البحر، ليس كما يحبه الناس، فالكل يقول إنه يحب البحر، لكنني أحب البحر فعلا. فأنا أحب الجلوس أمامه والسباحة فيه وأحلم دائما بتملُّك شقة كبيرة في طابق عالٍ ترى البحر مباشرة. بل أحبه إلى درجة أنني أتلذذ بأكل كل أنواع السمك تقريبا. لكن إن سألتَني عن أكثر ما أحبه فيه أجبتكَ بلا تردد: أحب اتساعه الهائل ورحابته اللامحدودة. وأذكر أن أحدهم قال إن كلمة “بحر” هي مقلوب كلمة “رَحب”، وهي ملاحظة ذكية أعجبتني.

أقول: أحب البحر فعلا، لكنني رجل متزن وأعلم أن لكل شيء عيوبه، ومن أكبر عيوب البحر ذلك الرذاذ الذي بدأ يستقر على زجاج نظارتي. ألا يستطيع البحر أن يدعني أتمشى بقربه دون أن يرشَّ نظارتي ووجهي ...اقرأ المزيد

المدينة الغارقة

w

انحنت لتودعه الوداع الأخير، طبعت على محياه النضر قبلة اللقاء الأخير، كانت تجدل جديلة الزمن وتنثر العطر فواحا حول قارب حبهما، لكنه القدر من جنى عليها لتمضي وحدها منتصف الطريق إلى حيث تعتليه كتل صخرية كشخوص سوداء، شاهدة على كنوز أسرَّ السابقون فيها سيّر حياتهم، وقد كانوا نزلاء في المدينة الصخرية حيث تتربع المدرجات كسلاسل جبلية تفضي على المدينة الغارقة تحت انهيار الجبال. ترن كلماته في أذنها وهي ذابلة ترتوي من أنفاسه شيفرة النضال من أجل الوجود، هو قادر على أن يبقى صامتا طيلة أزمان بعد هذي فقد وريَّ التراب، وهي ساهدة تتم مسيرته باحثا عن الرأس الذهبي، وهي تتلو الخريطة البيزنطية كما تتلو تراجم البلدان، تذكر حينما تعثرت به وهو يتصفح كتب العالم القديم حيث ربضت بيزنطة على أرض المشرق، حيث تعبد الشمس. كان يسير بسبابته وراء الرموز وهي مفاتيح لكنوز الشرق حيث الجسر البيزنطي، والمقابر والدفائن والملك وحاشيته، حيث تربض الكنوز تحت القرية الصغيرة، هنا نعرج إلى سماء فضفاضة من التاريخ البعيد آلافا من السنين، وسرت وإياه فوق جناح الطير وقد وقفا على رموز البسيطة كلها، هنا في الشلالة نعم هنا تحت هذي الأشجار تسكن المدينة الغارقة، ...اقرأ المزيد

الظل لا يعكس الحقيقه

alexandria_-_egypt

شاب في الثلاثين من عمرة يعيش في احدي المحافظات الساحلية يهوى الرياضة ومن سنوات ليست بالقليلة يسعى لإيجاد عمل مناسب يحقق له احلامة حاول مرارا وتكرارا العمل سافر إلى الغردقة وشرم الشيخ والإسكندرية وأجرى اختبارات ومقابلات وكان يسمع دائما المقولة المعروفة مستر احمد سوف نتصل بك وبرغم تفوقه في الدراسة وحصوله على ليسانس الحقوق بتقدير جيد لم يجد اى فرصة للعمل والحياة وأخيرا تحقق الحلم بعد مرور عدة سنوات وحصل على الوظيفة التي كان يحلم بها نظر في ساعته وابتسم وارتدى أجمل ملابسه باقي اقل من ساعة ويتحقق حلمه في العمل، كسائق خاص بمرتب ضخم لدى إحدى سيدات الأعمال وصل في موعده، ودق جرس الباب فتحت له سيدة المنزل امرأة فى العقد الرابع من عمرها، فيها لمسة جمال وحزن غريب وأشارت بيديها ليدخل وينتظر، ودخلت غرفتها لتغير ملابسها.. بدون وجل ولا خوف ولا ارتباك حني أنها لم تغلق باب غرفتها خلفها .. وثارت مصريتي في داخلي .. وسألت نفسي .. أية ده .. هى الست دى مش خايفة لسمح الله أدخل عليها وهى تغيير ملابسها .. ويحدث ما يحدث … إى ده الكلام ده مش ...اقرأ المزيد

البيوت اسرار

capture

بدأت أشعة الشمس تشرق لتعلن بدء يوم جديد.. امتلأت الطفاية ببقايا السجائر توضأ وصلى وأغمض عينيه ليفيق على صوت امة ويديها تحيطانه برفق وتطبع قبله على وجنتيه وتنصرف بهدوء.. هبطت السلم.. أخبرته بذهابها لإحضار بعض احتياجات المنزل.. شيء ما جعله يتعقبها بنظراته أمام الباب الخارجي للمنزل تلفتت يمينا ويسارا.. وذابت فجأة فرك عينيه.. ظل يبحث عنها للحظات تغمره مشاعر الفراق أسرع باستخراج حقيبة ملابسة وكان قد أعدها منذ بضعة أيام مضت بعد أن ضاقت به الحياة في قريته الريفية البسيطة و لم يجد حلا سوى السفر للقاهرة، لم يكن له أقارب في تلك المدينة الكبيرة سوى عمه الذي يعيش في شقة بسيطة

ذهب إليه وكما يقولون في الأمثال «الدم يحن»، فتح له شقته التي يعيش فيها هو وأبناؤه وزوجته، ووعده بتوفير فرصة عمل له تساعده على العيش وسط الظروف التي لا ترحم..

منذ اليوم الأول له في الشقة انطلقت سهام النظرات الشهوانية، بينه وبين ابنة عمه، وهى الشابة الجميلة التي ينطق جسدها بأنوثة متفجرة ومكر فطرى غريب تقدم لها للزواج بعد عدة أيام وكانت فرحته لا توصف مع أول مولود ولكنها لم تستمر طويلا وبعد عدة أسابيع جلست تصرخ وتشتكى إلى الناس من زوجها..

كانت تحكى مأساتها للقاصي والداني مع ...اقرأ المزيد

بلدتي

1 (2)

الساعة العاشرة والنصف، الشمس تغلف غرفتي باللون الذهبي، انتظرت النزول كفامبير متقاعد، الشوارع مغرية بالمشي. الشمس تنشب أشعتها بظهري فيغمرني إحساس بالدفء تدريجي، تلامسني دون أن تُغمض لي عينا، أسير على غير هدى، بلا طواحين هواء برأسي، الشوارع خالية بعد، أسوار بعدها تحيط بأطفال المدارس، أستطيع المشي بها للأبد، بلدتي صغيرة تُلف كلها على قدم، أفكر باحتواء المكان في جيب، مدخل بيت جدتي الضيق، السفينة الخشبية الصغيرة في زجاجة، الزجاجة قرب ألبومات الصور التي تصدر موسيقي لدي فتحها، مقهاي المفضلة، مثواي القادم، شارع الكنيسة، وشارع مدرستي القديمة، مقاعد غير مريحة بالكورنيش، أصوات جميلة لبنات أوليها ظهري، وجوه لهن شفّتها عيني، رائحة السمك المشوي المخلوط بالمِلح رغم كوني لا أفضله، جامع البحر الذي يلتهم الشارع بحجمه، ناقم على نفسي كوني لم أصلي بداخله، النصب التذكاري لا أعرف لم هو تذكاري ولما تم بناءه. حورية بحر صغيرة تظهر وتختفي، أذكر أن لها مكان بعقلي ولكنها غادرته، تظهر وتختفي مثل وحش لوخ نس، تهمس بأذني حول احترافي للحزن، اليوم آخر يوم قد أسير دون أمر بلا حراك دون إذن، غدا سوف يلتهمني الغابرين، وأصبح فتاتا للكل، كل شيء يمضي، قالتها لي بجعة ...اقرأ المزيد

اختر مغامرتك

بلدتي تأخذ بعدا جديدا عندما أوشك على تخطي ذلك الخط لأضع حياتي فداء

أ) لوطني.

ب) لهذا الواقع لكي يبقى على حاله كما هو مرسوم في الصورة.