بلدتي

1 (2)

الساعة العاشرة والنصف، الشمس تغلف غرفتي باللون الذهبي، انتظرت النزول كفامبير متقاعد، الشوارع مغرية بالمشي. الشمس تنشب أشعتها بظهري فيغمرني إحساس بالدفء تدريجي، تلامسني دون أن تُغمض لي عينا، أسير على غير هدى، بلا طواحين هواء برأسي، الشوارع خالية بعد، أسوار بعدها تحيط بأطفال المدارس، أستطيع المشي بها للأبد، بلدتي صغيرة تُلف كلها على قدم، أفكر باحتواء المكان في جيب، مدخل بيت جدتي الضيق، السفينة الخشبية الصغيرة في زجاجة، الزجاجة قرب ألبومات الصور التي تصدر موسيقي لدي فتحها، مقهاي المفضلة، مثواي القادم، شارع الكنيسة، وشارع مدرستي القديمة، مقاعد غير مريحة بالكورنيش، أصوات جميلة لبنات أوليها ظهري، وجوه لهن شفّتها عيني، رائحة السمك المشوي المخلوط بالمِلح رغم كوني لا أفضله، جامع البحر الذي يلتهم الشارع بحجمه، ناقم على نفسي كوني لم أصلي بداخله، النصب التذكاري لا أعرف لم هو تذكاري ولما تم بناءه. حورية بحر صغيرة تظهر وتختفي، أذكر أن لها مكان بعقلي ولكنها غادرته، تظهر وتختفي مثل وحش لوخ نس، تهمس بأذني حول احترافي للحزن، اليوم آخر يوم قد أسير دون أمر بلا حراك دون إذن، غدا سوف يلتهمني الغابرين، وأصبح فتاتا للكل، كل شيء يمضي، قالتها لي بجعة وهي ترتدي جوربها، وبدأت يتمايل بساقيها كأنما تجربهما، أعجبني منطقها، غدا سأمضي إلى الجيش، ربما لهذا السبب أرى الألوان أزهى، أرى تلك الفتاة أجمل من تضمها قصة، الشوارع مخلوطة كل شيء يبدو شارعا واحدا وأنا أغادره بغير عودة. لا أنظر للخلف. ربما نصيحة البجعة ليست كلها صواب. المقهى فتحت ذراعيها لجسدي، ارتكن إليها. لا ظهر مقعد لم أجلس به، لعبة الكراسي الموسيقية، كل يوم بكرسي جديد، أجلس حتى لا يتبقى كرسي واحد، ساعتها أقوم لحال سبيلي، أكتشفت أني أحبها حتى في حالة كرهي لذاتي وحالي، رفضت الاعتراف بذلك لنفسي، الحورية ظهرت تهمس لي من جديد، سأجد حلا، حل سحري فعال، الفكرة في اقتلاع المكان ووضعه بمكان آخر لا يعرف له طريق جَرة. فأجأت نفسي أبتسم، كل هذا من أجل طفل مهووس بالمكعبات، حنينه للأسفلت يجلده.

بقلم المؤلف اسلام عشري

اختر مغامرتك

بلدتي تأخذ بعدا جديدا عندما أوشك على تخطي ذلك الخط لأضع حياتي فداء

أ) لوطني.

ب) لهذا الواقع لكي يبقى على حاله كما هو مرسوم في الصورة.