ابنة الاهوار

بسم الله الرحمن الرحيم

2 (2)

المياه رائقه كالبلور والقصب والبردي يغطي كل المساحات والآكاليل الورديه طافيه على السطح حيث المرج الاخضر والجدران الباسقه من القصب والعشب المائي هناك في جنوب العراق وتحديداً في (هور الحويزه) حيث المسطحات المائيه الشاسعه عائمه وبيوت ذهبيه من القصب يسكنها ورثة حضارة سومر واكد وكأن الذي يدخل البوابه الخضراء الساحره هذه قد غادر ضجيج العالم وصخبه الى الماضي السحيق!! حيث مساحه 11500 كم من الاراضي مغموره بالماء بشكل غيردائم فهذه جنة عدن او (مدن الماء) و20 كم مربع مغموره بشكل دائم! وفي (مدن الماء) تسكن بطلتنا من قبيلة(السواعد) ذات الطابع القبلي المحافظ و تدعى (سباسب) بعيونها الكحيله وشعرها الحنائي الاحمر وبتسريحة شعرها (البكله) الجميله وبالوان ازياء اهل الاهوار الزاهيه وكأنها قادمه من اعماق التاريخ وهي تمارس عملها اليومي منذ ان تختلط لحظات شروق الشمس وغروبها بأنبثاق الفجر حيث تزاول عملها بالذهاب بـ(المشحوف) الى عمق الاهوار لقطف القصب والبردي .وفي هذه المملكه المسحوره التي لطالما حيكت عليها الاساطير والخرافات ولد (حب عذري) بين سباسب و(القاسم) فتىٍ من الهور الجنوبي البعيد وهو شاب ذو ملامح سومريه سمراء سكنت (سباسب)! قلبه وظل هائماً في دنيا هواها وهاهو يمخر عباب الهور وقد اضناه العشق! و هو لا يطمع من محبوبته سوى نظره خاطفه تروي عطشه بعد ان عجزت مياه الاهوار كلها ان تسقيه! فظل يترنم بأسمها صباح مساء مواويلاً وقصائد لوعهٍ يبثها لموجات الهور! او رموزاً يحاور بها نعيق الاوز وصراخ طائر الخضيري! اما سباسب فكان في قلبها من الهيام الصامت والحب الشفاف الخجول مما زاد على كفة حبيبها! لكنه ظل حبيس النفس وخلجاتها واسير الروح وتجلياتها! انه بين شغاف القلب ورفة العين! وفجأه وكأنّ المملكه الخضراء قد كدّر صفوها شئ من غامض الغيب حيث اختفى المحبوب من دنيا سباسب ولم يبق الا خيالات الذكرىوكأنه هجر بلا وداع وانقطاع بلا وصل وقتل بلا سكين! فأستوطنت اللوعة والاحزان سباسب فأضحت تكابد المراره والالآم! و مما زاد الطين بلهً نشوب صراع قبلي دامٍ وطويل بين عشيرة سباسب وعشيرة (بني اسد) وصل حَد الدماء! وبعد تدخل الاخيار تم الصلح وتبادل الديات ومن اقساها تزويج (سباسب) من احد رجال العشيره الاخرى بالمفهوم القبلي (الفصل) أي تقديم نساء للعشيره المتضرره! فبلغ القلوب الحناجر والتفت على سباسبنا خيوط عنكبوت القهر والذل وظلت تجتر اشجانها وتكابد جراحاتها! الى ان اسرعت بها الايام بلا استحياء لتصل الى اليوم الذي تزف فيه سباسب الى أليف لم تألفه! فساقتها الى محراب موتها الابدي! ومتسائله بأي ذنب يولد بقلبي الحب ليموت ويزهق قبل ان يخضر وترتوي جذوره مياه الاهوار؟! فسارت عروسنا المعذبه مع لٌمه من النساء وهي تجر خطواتها بتثاقل ويأس من حياة جرداء قاحله تنتظرها هناك فدخلن الى حجره العريس المجهول. والقلب يخفق بسرعه يكاد يطيح بالمهج بعد اغتيال الامنيات! فسلّمت الامر لله وباعته الروح لانها ستعطي زوجها جسداً بلا روح! اما على الجانب الاخر فالعريس هو الاخر يبدو مجبوراً على هذا الامر ومرغماً عليه ويأبى ان يدخل لعروسه وبعد التمنع ولج ليزيح الوشاح من زوجته الغريبه. ولا يعلم ان تحته يرزخ قلب مُعنّى وروح تئن! وكبد يقاوم سماً زعافاً! فلما نحى الوشاح فأذا الروحين تلتقيان (القاسم بــسباسبه).
 

بقلم المؤلفة امل العلي

اختر مغامرتك

الزواج المدبر ليس بالضرورة زواجا مجبرا على ذلك،

أ) إلى أن تحدث الظروف التي تجعله بعيدا عن المثالية، ويضطر الآباء بدورهم وعلى نحو استراتيجي إلى ترتيب زواج ذريتهم.

ب) ولكن كلّ من يدافع عن هذا الزواج أو ذاك، يؤيدون بدورهم أن تبقى العروس عفيفة إلى أن تمارس الجنس بالمعنى المناسب الذي يرسمه المجتمع لها، والذي لا يحتمل التأويلات.