السرّ الذي لم يكتشفه سوى الأطباء، هو أني مذ كنت يافعاً لم أكن أشعر بما يشعر به الرجال من ميل نحو النساء، فأصبحت أقتني كتب علم النفس، وأنكبّ على قراءتها برويّة وصبر، ثم بدأت أدمنُ مطالعة كتب الطب التي تتعلق بالفحولة، وأخيرًا ترددت على العيادات المختصة لكن بعد فوات الأوان.
نشأتُ في(الجزماتية)، من أسواق حي الميدان أحد أحياء دمشق القديمة، ومن نافذتي أستطيع رؤية الشارع وهو يعج بمطاعم المأكولات الشامية الشهيرة (كمحل أبي الخير) وبمحلات الحلويات الدمشقية الفاخرة (كجاره أبي عرب).
مضى من عمري نصف قرن، واليوم كالعادة لا أفكر في الاحتفال بعيد مولدي، لكنّي لا يمكن أن أنسى المرّة اليتيمة التي احتفلت فيها بهذه المناسبة:
منذ خمسة عشر عاماً جلبَتْ معها علبة حلوى(من محل أبي عرب)وغصنًا صغيرًا يحمل زهرة تفاح كان أبو الخير يزين به واجهة المحل.
إنها حلا أخت صديقي حازم؛ كانت آنذاك طالبة في كلية الطب، ضليعة باللغة الفرنسية لكن أخاها حازمًا طلب مني أن أدرّسها اللغة الانكليزية لتتمكن من الاطلاع على المراجع العلمية، وهكذا أصبح منزلي مركزاً لتعليم اللغات فيه مدرّس واحد وطالبة وحيدة !..كنا في أوقات الراحة نزرع البيت حركة ونحن نثرثر ونتصفح المجلات ونحضّر القهوة ...اقرأ المزيد