غيرة مجنونة

Ouargla, Algeria

تحبه الى درجة العبادة وتغار عليه إلى درجة الجنون ها هو اليوم مسافر في مهمة عمل وهي لا تقوى على هذا الفراق المحتم، كيف ستكون بعد لحظات وأنفاسه لا تحلق في سماءها ها هنا وعطره لا يغذي عطش روحها الظمأى.

سيغيب أسبوع سبع أيام وكأنها سبع سنين هما لم يفترقا منذ عقد الهوى بين قلبيهما وكلّله الرب بزواج عطر يبلغ اليوم شهره الثالث كانت السنوات الأربعة التي قضياها معا بالجامعة كافيه يفهم كل منهما الآخر أحبته فلم تعد ترى فيه إلا كل جميل وأحبها وأصبحت له كل الحياة ….

تنتظره كل يوم بنشوة وشوق وحين يعود مساءا تحيطه بكل ما يطمح إليه رجل عائد من عمله منهك القوى حتى لا يكاد يخرج إلا إذا دعاه احد أصحابه أو لإقامة الصلاة في المسجد.

تمتد يده إلى الباب مودعا إياها وتسبقه يداها تضمه إلى صدرها في حنو ووله علها ترتوي من أنفاسه قبل رحيله وقد ترقرقت دموعها على خديها يمسح دمعها وبكل حنان ويقبلها قبلته الأخيرة ويغادر

يمضي الأسبوع ثقيلا مملا تستيقظ لتفكر فيه وتنام لتحلم به وبين اليقظة والمنام لهل معه ألف محطة ترتب ملابسه تجمع أغراضه تقرا رسائله القديمة تحن تتصل به ترسل رسالة قصيرة تقلب دفتر الصور ترحل مع ذكرياتهما معه تبتسم تضحك تدمع عيناها تتصل ….تسأله نفس السؤال: ألا تشتاق لي؟

يمر الأسبوع يعود و بذات القلب الضان تستقبله تساعده في خلع معطفه تشمه تتسلل يدها إلى جيبه كعادتها الصبيانية التي لم تتخلص منها رغم ثقتها فيه وإذا بها هذه المرة تجد منديل عليه اثار قلم شفاه وهي تنظر إليه وكأنها ترى صاعقة ترمي المنديل وتجهش بالبكاء ….وتقرر فورا مغادرة البيت.

يخرج من الحمام يجد خطابا منها إليه (هذا الفراق بيني وبينك .عد إلى المرأة التي صاحبتها طوال الأسبوع وخلفت حمرة شفاها ذكرى على منديلك…..)

يأخذ المنديل يتأمله يحدث نفسه: مجنونة متى تعقلين أليس هذا منديلك وهذه حمرة شفاهك عن قبلة آخر لقاء بمنديلك مسحت آثار الحمرة عن وجهي ووضعتي المنديل في جيبي ….غيورة مجنونة متى تعقلين؟ يبتسم يحمل معطفه يهم بالخروج علّه يلحق بها.

 

بقلم المؤلفة رويشة العابد

اختر مغامرتك

ما هو شعورك

أ) إن كنت تعيشين مربوطة إلى عمود؟

ب) لو إحدى الحقيرات سرقت أنظار زوجك واسترعت كل انتباهه، وأنت التي تتلهفين ليلا ونهارا لرؤية نظرة شوق واحدة في عينيه؟