بقيت هنالك أسير في ظلمة الليل وحيدا و غايتي ضوء تضاءل في الظهور ـ تجاهلت وحش الليل وعفونة المكان ـ كانت الرائحة كريهة جدا لكنها لا تنفك تسآلني التأقلم والطريق على ما يبدو بعيدة جدا وليس في ذلك بُدٌّ من إكمال الطريق. مشيت بضع خطوات إلى الأمام بعيدا من هنا وفي ذاكرتي الكثير عن التي كنت أحبها .. يسآلني الصوت الأجش عن حبيبتي فأجيب بتؤدة و قد هالني الأمر،” أيها الماضي الكئيب ألا تغادرني بعيدا و تمنحني فرصة للتأقلم مع الحاضر”، حكايات النجم المسلوب تظل تفاجئني تُغَيِّرني تمنحني أملا زائفا، ووحش الغابة المخملي يتحين الفرصة للانقضاض رويدك أيها الجاني رويدك …..فلتجبني عن سؤالي غير أني حائر بعض الشيء …
“أحبيبتي نجمة مسلوبة كذلك أم أنا المسلوب”؟ “أحبها” اصرخ بقوة – “لكنك لن تفوز بقلبها وعريسها موجود”،
ولأنَّنِي عالقٌ هنا.. تحملني الخيبة إلى مملكة الحماديين وقد تفاجأت بالصوت الأجش يدعوني من جديد “أيها الحالم في ديار ياقوت لم يحن وقتك بعد فلتجهز آلة العزف التي تحملها”. و بت أدرك أنِّي احمل بين يدي آلة عود لم أتحسسها بينهما من قبل وكيف لي أن أعرف ذلك وأنا في حالة لا يرثى لها وموقف اندهاش محيِّرٍ علا القلب فأصابه في مقتل. عَمَّت للحظة من صمت وإذا بالصوت الأجش يدعوني من جديد” أيها الحالم في ديار ياقوت فلتستعد لدخولك على الأميرة ولتعزف أغنيتك الخالدة “كن اليوم أو لا تكن”
و إذا بي أمام القصر الفسيح و بابه مكتوب عليه بالأحمر لغة الزولو “الموت للعازفين الحزانى” “فلتعش موسيقى الروك أند روول” انتظر قليلا …..عود عربي بين يديّ “سأفشل من الآن و في فكري ألف سؤال يحتاج لإجابات واضحة منك أيها الصوت” .أنا لا اعرف لغة الزولو…” “وكيف قرأتَ العبارة؟. أنا لا اعرف العزف مطلقا …”و كيف لك ان تعزف الآن و أنت لست بعازف؟….
– لن ادخل القصر إذا..لن أدخل و لتفعلوا بي ما تشاؤون .. “فلتمت إذا”
ومع قدوم الجلاد الأسود نحوي وفي يده سيف عضيب أغوص في الذكريات، فتفجعني رسائل الذاكرة المطوية، دفتر الانتقام وعبير بسمة منسية، خاتم خطوبة مغشوش وطعنة القلب المميتة،” لا انتصار الظلم في زمن العدالة الإلهية”، طلاسم التقاليد تًرَتَّلْ وأحاسيس الربيع المجنونة تعود. سنين القهر قد ولَّت والغضب بادر بالهجوم،” قتال، قتال، قتال” يصرخ الجميع.
قد تحررت من التفكير في حبيبتي ولكن بعد فوات الأوان، قتلني صمت السماء وعمدني وحش الليل و مازلت عالقا حتى الآن. “في مخفر الشرطة”.
بقلم المؤلف عبد القادر كشيدة