ورقةُ قلعة شميميس

Salamiyah, Syria

أخبرتْها أخت زوجها أنه يريد أن يرسل لها ورقتها في غضون يومين .. قالت لها ذلك في السر وبكثير من الأسف:

—نور عزيزتي شعرت أنه عليّ إخبارك.. ربما أكون قد أخطأت بهذا .. لكنّك تعلمين معزتك عندي وقلت في نفسي ربما لديك تفسير

نور: لا أفهم صدقيني حقاً هو قال لك ذلك ؟!.. سيرسلُ لي ورقة الطلاق خلال يومين! وهل أوصاك ألا تخبريني

—لا.. أبداً , سمعته يتكلم على الهاتف, قال إنه سيصحبك إلى قلعة شميميس حيث طلب منك الزواج منذ أعوام ويعطيك ورقتك هناك, أرجوك يا نور تداركي الأمر قبل أن يقع الفأس بالرأس

—أي أمر!, صدّقيني لا أستوعب هذا الكلام
طيب ركزي معي دعينا نتكلم بصراحة وأخبريني إن كنتما تمران بأزمةٍ ما في حياتكما.. ربما إن عرفنا السبب بطل العجب

—في الحقيقة أحاول منذ أخبرتني أن أفكّر, علّي أجد مبرراً لقراره هذا , منذ فترة ونحن نعيش روتيناً.. لكن لا خلاف أو صدام مباشر, علاقتنا الزوجية مستقرة, لكن منذ أسبوع لم يحدث بيننا شيء لأني متوعكة قليلاً.. لكن لا.. هذا ليس سبباً أليس كذلك؟

—ما عرضتِه لا أظنه يشكل سبباًً مباشرا لكن ربما تراكم الأسباب, فكري بعقلانية يا نور لكن أرجوك لا تخبريه أني أخبرتك

—بالتأكيد وشكرا لحرصكِ

غادرتها اخت زوجها بعد أن تركت نور للحيرة.. زوجها الآن في مناوبته الوظيفية التي تستغرق أربعة أيام مقابل أربعة يقضيها في منزله أي لا مجال للمواجهة

“لكنه كان طبيعياً جداً.. أيستطيع رجلٌ ينوي الطلاق التمثيل لهذه الدرجة؟” (قالت نور في نفسها):

“ربما لم يُرد مواجهتي فهو من النوع الجبان يتهرب دائماً أو ربما يقوم ببعض الاجراءات سراً ليحرمني من حقوقي الشرعية”

تدور نور بالغرفة بتوتر شديد وتفكر بصوت عال:

—كم أنتم أشرار أيها الرجال سأتعشى به قبل أن يتغدى بي وسأسافر إلى أهلي ليس هذا فقط سآخذ مجوهراتي ونقودي وأسحب رصيدي من المصرف العقاري فهو قريب من موقف نقل( سلمية- حمص).

في اليوم التالي تجمع أغراضها وتسافر من سلمية إلى حمص حيث يقطن أهلها بعد ان تنفذ ما خططت له
يستغرب أهلها قدومَها, تطلب من الجميع عدم إحراجها بالأسئلة فيلبي الجميع رغبتها أما التفسيرات فكانت كالتالي:

أم نور: قلبي عليك يا ابنتي رأيت بالصدفة تورّماً أسفل ركبتها لا بد أنه ضربها!..
أخت نور الكبيرة: لا أستغرب أن تفشل أختي في زواجها, مزاجية, أي رجل يحتمل هذا؟
أخت نور الصغيرة: أنا بيت أسرارها, منذ فترة وهو يريد إنجاب ولد ثالث وهي تؤجل.
جارة نور: واقع في غرام زميلته
أم جارة نور: متزوج عليها
صديقة نور: مسكَته يعاشر امرأة رخيصة في غرفة نومها

عاد الزوج إلى المنزل ليصطدم بغيابها

الزوج: ألووو نور, ما هذا الذي أراه ؟ أهي مزحة؟ يا خسارة التعب! وأنا الذي أحضرت لك مفاجأة لأعطيك إياها في قلعة حبنا “شميميس”!
نور: لا تناور أرجوك, أعرف مفاجأتك. ورقة طلاقي
الزوج: (طلاق شو؟ ) يا ابنة الحلال..
نور: اسمعني..
الزوج مقاطعاً: اسمعي أنت.. لقد أحضرت معي ورقة نقلك إلى أقرب مدرسة من منزلنا, لن تعاني من السفر إلى حماه بعد الآن يا روحي .. ألم أعدكِ ان أفعلها؟
كنت سأبعثها لك منذ يومين لكني رغبت برؤيةِ ردة فعلك هناك في قلعتنا, للأسف فشلت الخطة! لقد أفشلتها يا نور
نور: ورقة ماذا؟!!! نقــ ..نقـ نقلي!!

انتهت القصة

ملاحظات: قلعة شميميس :إحدى قلاع سوريا تقع في محافظة حماة, شمال غربي مدينة السلمية وتبعد عنها حوالي (4) كم عن حماة (25) كم

مدينة سلمية: مدينة في وسط سوريا تابعة لمحافظة حماة تبعد عنها حوالي 30 كم

 

بقلم المؤلفة اباء الخطيب