اسدل الليل ستاره فغفت الأعين و ساد الصمت أرجاء المكان ٬ ذاك الذي لم يقطعه سوي صفير الريح الذي أعرب عن ليلة شتاء قاسية البرودة . اما هي فجلست بجوار شقيقتها النائمة تتأمل وجهها الملائكي , و بعينين دامعتين نقلت بصرها نحو السماء ٬ ترقب القمر وسط الغيوم وما إن إندثر معلنا إستسلامه حتي ادركت أنها بداية النهاية .جثت علي الأرض متكورة علي نفسها , تمنت لو انها تستطيع الإختباء خلف أحدهم .
راح قلبها ينبض بقوة و تلاحقت أنفاسها، فها هي وطأة أقدام زائرهن الليلي تدنو من مضجعهن أكثر فأكثر . و وسط ليل حالك السواد بدا امامها حاملا مصباحا في يده و بصوت جهوري راح يوقظهن ساكبا الماء البارد فوق أجسادهن اللاتي لا يسترهن سوي أثوابا بالية مهترئة لا تستر عورة و لا تبعث دفئاً . و ما إن إمتدت يده نحو إحداهن حتي راحت تصرخ مستنجدةً بوالدتها التي قامت بدورها بالتوسل اليه ليرحم صغيرتها و لكنه أبي ٬ فقامت السيدة بدفعه بعيدا عن ابنتها الأمر الذي أثار حنقه فراح يهشم رأسيهما بسلاحه فسقطتا غارقتين في بحر من الدماء.
تعالت صرخات النساء و الفتايات من حولها ، تمنت ...اقرأ المزيد