البيوت اسرار

capture

بدأت أشعة الشمس تشرق لتعلن بدء يوم جديد.. امتلأت الطفاية ببقايا السجائر توضأ وصلى وأغمض عينيه ليفيق على صوت امة ويديها تحيطانه برفق وتطبع قبله على وجنتيه وتنصرف بهدوء.. هبطت السلم.. أخبرته بذهابها لإحضار بعض احتياجات المنزل.. شيء ما جعله يتعقبها بنظراته أمام الباب الخارجي للمنزل تلفتت يمينا ويسارا.. وذابت فجأة فرك عينيه.. ظل يبحث عنها للحظات تغمره مشاعر الفراق أسرع باستخراج حقيبة ملابسة وكان قد أعدها منذ بضعة أيام مضت بعد أن ضاقت به الحياة في قريته الريفية البسيطة و لم يجد حلا سوى السفر للقاهرة، لم يكن له أقارب في تلك المدينة الكبيرة سوى عمه الذي يعيش في شقة بسيطة

ذهب إليه وكما يقولون في الأمثال «الدم يحن»، فتح له شقته التي يعيش فيها هو وأبناؤه وزوجته، ووعده بتوفير فرصة عمل له تساعده على العيش وسط الظروف التي لا ترحم..

منذ اليوم الأول له في الشقة انطلقت سهام النظرات الشهوانية، بينه وبين ابنة عمه، وهى الشابة الجميلة التي ينطق جسدها بأنوثة متفجرة ومكر فطرى غريب تقدم لها للزواج بعد عدة أيام وكانت فرحته لا توصف مع أول مولود ولكنها لم تستمر طويلا وبعد عدة أسابيع جلست تصرخ وتشتكى إلى الناس من زوجها..

كانت تحكى مأساتها للقاصي والداني مع زوج ...اقرأ المزيد

بلدتي

1 (2)

الساعة العاشرة والنصف، الشمس تغلف غرفتي باللون الذهبي، انتظرت النزول كفامبير متقاعد، الشوارع مغرية بالمشي. الشمس تنشب أشعتها بظهري فيغمرني إحساس بالدفء تدريجي، تلامسني دون أن تُغمض لي عينا، أسير على غير هدى، بلا طواحين هواء برأسي، الشوارع خالية بعد، أسوار بعدها تحيط بأطفال المدارس، أستطيع المشي بها للأبد، بلدتي صغيرة تُلف كلها على قدم، أفكر باحتواء المكان في جيب، مدخل بيت جدتي الضيق، السفينة الخشبية الصغيرة في زجاجة، الزجاجة قرب ألبومات الصور التي تصدر موسيقي لدي فتحها، مقهاي المفضلة، مثواي القادم، شارع الكنيسة، وشارع مدرستي القديمة، مقاعد غير مريحة بالكورنيش، أصوات جميلة لبنات أوليها ظهري، وجوه لهن شفّتها عيني، رائحة السمك المشوي المخلوط بالمِلح رغم كوني لا أفضله، جامع البحر الذي يلتهم الشارع بحجمه، ناقم على نفسي كوني لم أصلي بداخله، النصب التذكاري لا أعرف لم هو تذكاري ولما تم بناءه. حورية بحر صغيرة تظهر وتختفي، أذكر أن لها مكان بعقلي ولكنها غادرته، تظهر وتختفي مثل وحش لوخ نس، تهمس بأذني حول احترافي للحزن، اليوم آخر يوم قد أسير دون أمر بلا حراك دون إذن، غدا سوف يلتهمني الغابرين، وأصبح فتاتا للكل، كل شيء يمضي، قالتها لي بجعة وهي ...اقرأ المزيد

أنـاس

555

في أعالي جبل المقطم القديم، ومن خلفه جبل الدويقة، كانت تستتر بيوتنا، وكثيرا منها ما يحتمي بصخرة هائلة..
نقطن في منطقة تسمى المعدّسة، تلقى في بطنها أوساخ الناس ونفاياتهم في زرايب منشية ناصر..
كأجراس الكنائس الآذنة بموعد صلاة مقدس كان يقرعنا الفجر، وتلقي لساعات خيوط الصبح نداها على جلود أجسادنا الساخنة من عناء التيه في صحراء النوم، نركد مهللين كصفار ضوء شحيح في العتمة، نطل على العالم النائم من أعالي جبالنا، نهبط عليهم كلصوص الليل نسرق قذارتهم، ننحدر من طريق وعرة مهدناها بخطى العادة، في صفوف نعتلي عرباتنا ذات الصناديق الخشبية، تسوقنا حميرنا المقروحة على أزيز احتكاك أخشابها، تجرّنا الحمير على خطواتها المنغومة التي وكأنها لا تبغي التقدم بقدر ما تستحلي إيقاع النغم، الذي يخرس أصواتنا المتعالية ونخفت في إنصات، لتوقظ فينا صوت سكون الوجوم بداخلنا فيغلبنا النعاس، نرتسم على كبد الجبل شرايين متجلّطة سوداء في وجه الزمان..
كنا غلمان خرجنا لخدمة سيدنا لقمان، ذلك الثري الذي تحكي عنه الأساطير القديمة، حقا لم نره ولكنا جميعنا رأيناه في المعلم شفيق..
سخر مني وليم عندما حدثته عن قصته، غير مصدق أن يكون هناك رجل في هذا الثراء، ضحك وضربني ...اقرأ المزيد

محطة مصر

images-2

رزاز المطر الخفيف ونصف قرص الشمس البرتقالى، يصنعان من يناير الذى يطل من خلف الساعات القليلة المتبقية على إنتهائه قديسا أرخى إزاره على أكتاف القاهرة ليمنحها الدفء ثم ًشرع فى مباركتها …..

خطوات المارة، صفارات المارقبين، أصوات الباعة الجائلين و أجارس إقلاع القطارات تشعل المكان بموسيقى سعيدة تارة، حفاوة باستقبال غائب، وتارة أخرى لوداع مسافر تتساقط زهور بنفسج.

بردائها الأحمر الأنيق كأيقونة عيد الميلاد، أميرة للتو خرجت من كتب الحكايات، جيئة وذهابا تقطع المسافة الفاصلة ما بين المقهى القديم بيافطته الحديثة، مقاعده البلاستيكية، ومفارش الطاولات بألوانها الصفارء الفاقعة …. وما بين بوابة دخول المحطة.

بعيونها و خصلات شعرها الحائرة تفتش القطارات الاتية و التى لم تأت بعد…

وعيناى هناك مصلوبتان على عتبات عينيها، تشعلان من قلبى بخواراً، يذوبان أملاً فى القرب والمتابعة، تنتظارن أن ترفع الحجب، وترمى لهما الإشارة لأبدأ طقوس الاعتارف و الاغتارف.

لم تكن لترانى …. فعيونها هناك تسأل عمال التحويلة، سائقى القطارات، بائعى الجرائد، مفتشى السكك الحديدية وأشجار الطريق، عن شخص أخر لم يحن وقت وصوله بعد ….

تهرب الشمس من هذا الجو البارد لتتركها هى فى تجوالها كراقصة باليه تتعلق بها عيون كل رواد المحطة، صفارات القطارات، أصوات الحمالين، وتبدأ أزهار ...اقرأ المزيد

جزيرة الله

20150130_160941

اليومان الأول والأخير هما دائمًا الأصعب علي الاطلاق .. توجس اللقاء، وحسرة الفراق .. التوقعات القابلة للخذلان، وترقب ألم الاشتياق ..
الليلة الأخيرة كانت مُرهِقة .. أنخفض فيها ضغط دمي، في تناسب عكسي مع ضغط مشاعري وأفكاري. أستيقظُ في معاد متأخر عما أعتدتهُ طوال العشرة أيام السابقة .. أتجمل أمام المرآة أكثر من أي يوم، أقاوم مشاعري وشحوبي بالألوان ..
أقضي اليوم بتركيز ضعيف وذهن مشتت. أفكر في كل شيء ..رحلة العودة وحقائبي الكثيرة الثقيلة التي زادت أكثر من الضعف في الحجم والوزن بسبب الهدايا والمشتريات من سوق أسوان. الأحباء الجُدد رفقاء الورشة الذين سيغادرون، وأغادر، كلٍ إلي محافظته .. وإلي بيته وعمله وأسرته بعد أن ينتهي بنا الحلم الجميل. “ت” الطفلة التي أسرتني بالكلية، حتي لأشعر لأول مرة بسطوة وقسوة البساطة والبراءة، التي تنتزع قلوبنا من احشاءنا، وتنزل بكبرياءنا ومبادئنا إلي التراب لنعترف تحت وطأة اللعب معها بزيف كل شيء أخر.
وأفكر فيها! جزيرة سهيل .. تلك البقعة التي لم تنمحي منها بعد بصمات الله، فقط زاد علي نقش سطحها بصمات بعض البشر الطيبيين. جماعة النوبيين الذين يتحدثون لغة لاافهمها ويفيضون شهامة ...اقرأ المزيد

اكسندرا

382711_161112343993930_100002854971417_203318_1690114023_n

ذهبتُ إلى إحدى المدن السياحيه

لأبحث عن فرصه عمل

وبالفعل وجدت عمل ” أمن داخلي ” فى أحد فنادق
مدينه شرم الشيخ

استلمتُ عملي وكانت الفتره الليليه

ففرحتُ لذلك، ما أجمل أن تكون منفرداً بهذا الشاطئ
وتلك الفيروزات التي تناثرت لترسم لوحه فائقه الجمال

وحيث أن الفندق فوق هضبه عاليه كان البحر أسفلها
فقلت لنفسي ما أجمل هذا العمل الذي أزاح من أمام عيني أي عناء
والقى بي طائراً يحلق فوق البحر
لكني كنت دوماً يقظاً منتبهاً لأي شئ قد يعكر صفو نزلاء الفندق
وخصوصاً أنهم أجانب جاءوا من أقاصي الأرض لتنعم أرواحهم بالسلام هنا

وفى إحدى الليالي رأيت فتاه وعلى مسافه ليست بالقريبه

رأيتُها تنزل ُسلم
أنتبهت أن هناك سُلم للوصول إلى الشاطئ

لا شئ يبقينى مُنتبهاً

سوى مشاهده ماذا تفعل
غير أنها ظلت جالسه كل الليل على صخره.
القمر يوشي بظلها على الرمال
وكما في الأساطير القديمه
رأيتها حوريه تتراقص فوق الموج.
مر الليل بسرعه وأنا أرقب تلك الفتاه
ومع انبعاث أول نور للفجر
اتضحت لي أكثر
كانت تداعب ذبد الأمواج بقدميها
كسفينه تجدف وحدها تبحث عن مرفأ

ومع ظهور الشمس أمسكت كاميرا كانت في يدها
وألتقطت صوره

كانت الشمس وقت إذ تولد من رحم البحر
اقرأ المزيد

الحب على ضفاف النيل

وصل إلى المرحلة النهائية للمسابقة الأدبية “ألف ليلة وصحوة”

6. story1

قديما قالوا إن متاع الدنيا في ثلاث: الماء والخضرة والوجه الحسن.. وأنا أقول إنها تلاقت جميعها في مكان واحد يطلق (كورنيش النيل)..
كنت راغبًا في الالتقاء بها في الصباح الباكر عند ذلك المكان الذي عرف عنه بأنه ملتقى العاشقين منذ أن شاهدنا الدنيا بالمنظار الأبيض والأسود في أفلام الخمسينيات من القرن الماضي..
وعلى النقيض من عادتي اليومية.. فقد أردت أن أذهب إليها سيرًا على الأقدام كي لا أحرم عيني من متاع النظر إليها دون زجاج سيارتي..
وما إن وصلت إلى هناك في السابعة صباحًا.. حتى رأيتها قادمة بزيها الذهبي وحرارتها التي تلهب مشاعر المشتاق..
فما أجملك أيتها الشمس لحظة الشروق على ضفاف النيل.. حيث ترسلين آشعتك الذهبية لتصنع لآليء تضفي زرقة النيل روعة، محتضنة أوراق الشجر المتراخي على جانبيه في لوحة فريدة تزيد الأنفس تسبيحًا بعظمة البديع..
أمر بجانب سور الكورنيش.. فأشاهد على الجهة المقابلة برج القاهرة وهو يعطي تحية شموخ للشمس، متوسطًا مجموعة من المباني الراقية لأصحاب الملايين، ومقر النادي الأهلي عاصمة البطولات وبيت الإنجازات..
أشعر بحلقي وكأنه متحجرًا.. ...اقرأ المزيد

البذلة

وصل إلى المرحلة النهائية للمسابقة الأدبية “ألف ليلة وصحوة”

el-hussein-mosque

ميدان الحسين …الساعة الثالثة بعد الظهر
الجو حار خانق، هل هو كذلك أم هي الأملاح الزائدة في جسدي التي تجعلني أتعرق حتى في الشتاء، تحثني أمي علي الإسراع فتتسع خطواتي في ملل، أتأمل واجهة المسجد الحديثة ولفظ الجلالة الذي يعلوها والمظلات الإلكترونية التي تفتح لتقي المصلين من الشمس يوم الجمعة، الميدان منقسم إلي نصفين يفصل بينهما سور حديدي يفتح ويغلق حسب الحاجة، النصف الأول يفترش فيه الباعة الجائلين ببضاعتهم الصينية الرخيصة، والمتسولين، والنساء اللاتي يرسمن أشكالا مختلفة بالحناء والفلاحين الذين قطعوا مئات الكيلومترات للتبرك بآل البيت، والنصف الثاني خارج السور حيث السائحين والمقاهي والمطاعم السياحية والبازارات التي تبيع التراث، أحد العاملين في هذه البازارات ينجذب نحو شعري الأصفر وعيني الخضراء فيحادثني بالانجليزية ثم يدرك إني لست أمريكية أو أوربية فيبتسم ويلقى بعبارة غزل سخيفة، ارتبك وأسرع الخطي لأكون في حذا أمي، توقف أمي أحد المارة لتسائله عن باب الدخول المخصص للسيدات، اسألها عن السبب فتنظر إلي مستنكرة (ندخل يا بنتي نأخذ البركة…شيء الله يا حسين) ثم تسحبني وراءها إلي ناحية الباب.
راحة نفسية انتابتني في المسجد وانستنى جزئيا المهمة ...اقرأ المزيد

فتاة أبو الحجاج

3. story 2

إنه اليوم الرابع لى بالجنوب
كانت المرة الاولى لي التى ازور بها مسجد ابو الحجاج، رغم انها ليست أول زيارة لى لمدينه الاقصر .. وبعد ان اخذت جولتى بالمسجد، وكاميرتى الديجتال فصلت شحن لم يكن امامى سوى أن اقف بأحد شرفات المسجد المفتوحه وكان وقت أذان العشاء اتأمل معبد الاقصر من فوق المسجد، كم يبهرنى هذا المكان ويلهمنى كثيرا واخذت افكر ……
الي ان قاطع تفكرى صوت فتاه تسألنى وبدون أى مقدمات: إنتى متجوزة؟؟
ألتفت اليها أتأمل جمال وجهها وملابسها الفضفاضه السوداء الواسعه قائله لها بكل بساطه وكان لدى فضول بفتح حوار معها فهى تبدوا صغيرة على الزواج لماذا تفكر به ؟ ولماذا هي هنا اصلا؟؟ هل تتمنى زوج مثلا؟
أجبتها: لا انا موش متجوزة .. وانتى؟؟
ردت بلهجتها الصعيديه: انا لا اتجوزت ولا اتعلمت.
عرضت عليها ان نجلس ، فالهواء كان منعش وكنت في حاله يُرثى لها ،كان يوم طويل مُرهق.
وقد كان جلسنا أخذت نفس عميق لأستعيد نشاطى وذاكرتى وقوتى لأسالها : وانتى بقا متعلمتيش ليه؟
أجابت: لا انا متعلمتش ولا حد من اخواتى اتعلم.
لم أتعجب انها طبيعه اهل الصعيد ...اقرأ المزيد

شرفتها وشرفته

(1)

شرفتها تبعد بضعة أمتار عن شرفته، في فصل الشتاء تقدح الشمس بين جنباتها، تمدها بالدفء والحنان، شرفته التي تقابل شرفتها تسرى داخلها البرودة، تصيبه بالقشعريرة والعجز، تصطك أسنانه، تفشل ملابسه للحفاظ على تواجده بشرفته، يولى دبره هاربا، يخفق في تحقيق لحظة التلاقي التي ينشدها .تدور الشمس متعاقبة فتنقلب الأمور رأسا على عقب، هو يصبح بين أحضان شمس شرفته، هي بين لسعة برودة شرفتها، تهاجمها بضراوة، تهرب داخل حجرة نومها الخاصة، ترافق مدفأتها لتعيد إليها تماسكها وتوازنها ولكنها لا تشعر بالراحة بين أحضانها، تود أن تبوح له ويبوح لها. كان قد تسلل داخل شقته ببيته القديم المتهالك، صدمته جدرانه المتشققة، العنكبوت استقر في أرجائها، يخرج متمردا على شقته، يهرب منها، يكرر محاولاته دائما.

(2)

في فصل الصيف قصد شرفته بعد صلاة الفجر، أخذ يتطلع إلى رؤيتها، لم تكن موجودة بشرفتها وإن كان يشعر بأنفاسها، ليس في إمكانه البوح لها. أخذ يستمتع بهواء طازج قبل أن تشرق الشمس وتصب غضبها فوق رأسه أو يهاجمه الباعة المتجولون بصراخهم، هو يدرك تماما أنها نائمة في تلك اللحظات، ربما يستطيع أن يتخيل حجرة نومها الآن ويراها بخياله وهى تغط في سباتها، بعد بضعة ساعات ستتحول الشرفتان إلى جحيم لا يطاق، طبعا ستهرول ...اقرأ المزيد

اختر مغامرتك

تحكي القصة ما يلي: صبي يلتقي بفتاة، الصبي يقع في حب الفتاة، لكنّ الفتاة:

أ) عاهرة.

ب) مدينة.