كثيرون مروا من امامها وكثيرون ناموا في جوفها بحثا عن الدفء في ليالي تشارين الباردة …. كانت تمد لهم يدها بحنو ودفء عجيبين …… انها ” الاروى ” القابعة منذ الازل على حد سيل ” جميلة ” وعلى مقربة منها من الناحية الغربية مراح ” جميلة ” وشلالتها المطلة من عل ، اما على الحد الجنوبي منها فيقع “مقرص سلمان ” الذي امتدت له ذات ليلة ليلاء ناب افعى لتناله بمقتل .
كان الصيادين حينما يرونها من اعلى الجبل يستبشرون خيرا ، لأن ليلتهم ستكون ذات طعم خاص ، حيث الماء الزلال الذي يسعى بين اقدامها رقراقا منعشا ، وحيث الحطب الذي جرفته السيول ينبيك بان البرد لن يكون له مستقرا ولن يأخذ مأخذه من الاجساد التي هدها التعب ، في رحلة البحث المضني عن ” البدن ” الذي يوغل في عناده وتيهه وغطرسته بل وكبريائه المجبولة في وجهه العنيد العصي على الصيادين الاغرار والمتمرسين معا .
كثيرون اقاموا امامها متهجدين في محرابها ، تحفظ الذاكرة منهم على الاقل المرحومين باذن الله ” محمد ابن عباس واحمد ابن عباس ومحمود الحمران وابراهيم ” ...اقرأ المزيد