مثلها مثل ذلك الجسر متعانقان في لوحة اسمها الماضي…انها في حضنه تتأوه تبتعد..تجلس بعيدا عنه..وعيناها مطر. وكأن السماء ارادت التدخل لمسح تراسيم الحزن على وجهها القمر فهطل المطر ليعزف سيمفونية الهطول لكنه يشتد صخبا ليجعل الناس يهرولون إلا هي هي فقط جلست في مكانها تتحدى المطر بكلمة يا رب..وبعد نصف ساعة يهدأ روع الطبيعة التي رسمت ابتسامتها على قسنطينة التي كانت متعطشة لبل ريق الارض ….لتصبح هادئة كما كانت لكن سُكينة لم تهدأ فقد ظلت تمارس خلوة الخيال مع الروح في صورة لسرحان ضائع فجعلت المارة ينتبهون اليها .. نظراتهم اليها جعل انفعالها يُبتزّ فتنهض لتنفض الغبار علي تنورتها الطويلة السوداء التي قام النسيم بمداعبتها فسمح بإطلالة لساقين جميلتان يثيران ألانتباه ببياضهما اللامع.
سكينة قبل ان تذهب للجسر كالعادة يجب ان تحمل معها ثلاث حجارة وتضع كل حجرة على حافة كل حجرة منها تبعد عن الاخرى ما يقارب المتر ثم تبتعد قليلا تنظر اليهم تبتسم ثم تبكي فتذهب للحجر الاول تقبله وترميه ثم الحجر الثاني تقبله وترميه حتى تصل للحجر الثالث فتمسكه في يدها وترحل دون ان تلتفت للوراء.
لكن سعيد رغم اختفائها ظلت حاضرة ...اقرأ المزيد