تجتاحني انتفاضة لأجدك، فمنذ شهر لم أسمع عنك خبرا ولا قيلا، هاتفك مغلق ورسائلي لا يُردّ عليها، أوقظ أمّي باكرا أسألها عنك، فتنعتني بالجنون والحمق وتحذّرني أن أعود إليها، أقلّب دفاتري علّني أجد بعض الكلمات تأخذني إليك، أشمّ عطرك الأخير يسلبني إليك فجأة فلا تخبّئه قاروة ولا قطعة ثياب!، يسحقني الحنين إلى سخافاتنا وجنوننا، آخر أمل لي أن أجدك في ألبوم صوري، فعلا وجدتك….لكن… أيّ هراء أن أراك ولا تتكلّم!
لأنّني لم أعد أجدك حقّا، عزمت أن أعود إلى مدينتنا القديمة، فكيف يمضي العالم ولا يلتفت لنا، أرغب في توقيف الكرة الأرضيّة لأنزل منها علّني أجدك في عالم غير هذا العالم الأنانيّ الّذي لا يكترث لنا، أسمعك تهمس لي، غير قادر على الضّجيج متألمّا، قد تكون على الأرض أو في السّماء، أو ربّما بين الأنجم، أو على مدار الجدي أو السرطان، من يدري فربّما عند دوائر الأجرام البعيدة عنّا، أو عند كوابيسنا القريبة من هنا، الّتي لا تفصلنا عنها سوى يقظة، من يدري أنّك لست على خط غرينيتش، أعرف أنّني أسمعك، لكن كيف أجدك؟ أسمعك تلفظ كلمات لا أفهمها، لا تُفسّر إلّا جنونا، أتحمّل عناء ...اقرأ المزيد