السدود

Ad Daljamun, Ad Delgamon, Kafr El-Zayat, Egypt

مازال البرق یخطف بعض الظلمة، ویباغتني برجفة. ربما یقصدني، وربما یُصبح بشارة أو وعید. ستختفي الظلمة عما قریب، ویبھت البرق، وسیعود النھار حتماً. ھذا رجائي، فعدتُ للدار بعدما توجستُ، وارتجفتُ، ورمیتُ ما أنا فیھ بغطاء ثقیل.

ما إن صحوت من نومي بعد طول الرقاد،حتى دنوتُ من أمي، والتصقتُ بھا، ننظر للشارع الخالي، ورذاذ المطر یھبّ على وجھي عنوة. تحسستُ ساعتي بعد مدة، فكساني الحزن والغمّ برداء ثقیل، وفتحتُ النافذة الأخرى، فأیقنتُ أن السماء تغسل أرضیتھا الرمادیة. اللیل ھرب من الصبح، والصبح وقفٌ على لیل، والليل والصبح في ھذه اللحظة شيء واحد: ) الوقت متأخر. لا علیك ( فارتدیتُ ملابسي، وھممتُ بالخروج، وفتحتُ بوابة الدار. نظرتُ الطریق. الطرق موصدة أمامي: ) لن أصل إلى ما أرید( فرضیتُ كَرھاً بالجلوس، والنور الطبیعي والصناعي قد ذبلا، وانطفأ برذاذ المطر. أشعلتُ سراجاً لا یُسمن ولا یُغني، وتحلقنا حولھ، وملأنا بطوننا. عقارب الساعة ھاربة، ومختفیة. لا أحد منا یجید الحكي، ولا یملك غریب اللفظ، أو النكات. الكل یدور، ویبحث في وجھ الآخر عن شيء نغلّ بھ الوقت، ونزج بھ قرباناً لصبح آتٍ. ندور جمیعاً بین الغرف. ملّ منا الدوران. ذبالة ضوء السراجة لا تفي بقراءة سطور أي كتاب، فطللتُ بجذعي ...اقرأ المزيد

باب اللوق

Bab Al Louq, Cairo, Egypt

أخذت لحظات أتأمله فيها خلسة قبل أن ينتبه لوجودي. كان مثل وطن، كلما غبت عنه وعدت، أسرتك ألفته، وفاجأتك محبتك له! راقبته وهو شارد يدخن بأريحية. اجتاحتني مشاعر شتى كتلك التي عشتها مع كل خطوة سرتها في طريقي لهنا. خطوت إلى مقهى سوق الحميدية حيث انتظرني. رفع رأسه فرآني، فضحك. كان جميلاً وأنيقًا، تملكتني نشوة سرية لأنه تهندم جيدًا لموعده معي؛ ندمت في هذه اللحظة على أنني لم أنجب طفلاً من هذا الرجل ذي الضحكة البهيجة. نهض ليستقبلني، أخذ كفي بين يديه وقبلها. لطالما فعل ذلك عندما كنا معًا.

—أهذا يليق بامرأة طلقتها منذ ثلاث سنوات؟!

—هذا يليق بامرأةٍ أحببتها ثلث عمري.

—كنت تفعل هذا بعد كل خلاف.. دعني أكن أكثر دقة.. بعد كل خيانة؟

—سهيلة! بحقك! لم أكن خائنًا.. كنت فقط أعشق البدايات. وبعد كل بداية..

—خيانة

—كنت أعود أحبك أكثر.

ها نحن ذا، عدنا كأنا لم نرحل أبداً. مشاعري الجياشة تجاه ميدان باب اللوق اختلطت بمشاعري المضطربة تجاه “علي”. غزتني بهجة النهار مع تباشير الشتاء ولمسة الهواء البارد دون قسوة ورائحة القهوة المحوجة فانتشيت. كنت أخشى لقاءنا، وهاأنذا أتماهي مع حكاياته عما فعله في غيابي، كمراهقة في موعدها الأول.

تلقيت منه ما جئت اليوم ...اقرأ المزيد

العيـد فى عزبة النخل

Mosque in Alexandria, Egypt

البهجة البريئة المقطرة؛ أتشمم عبيرها الآن.. أحاول استعادة إحساسى القديم.. الليلة ليلة عيد.. يقترب الفجر حثيثاً.. أتأمل البخار المتكاثف فوق مياه ترعة المحمودية الرقراق.. أرانى ولداً صغيراً يجرى مع أترابه خلف “على السمرا” المسحراتى فى آخر ليالى رمضان.. وهو ينادى على كل بيوت القرية بالاسم.. يا حاج عربى عتيبة كل سنة وأنت طيب، العيد بكره.. يا سيد يا عطار كل سنة وأنت طيب، العيد بكره.. يا محمد يا عزب كل سنة وأنت طيب، العيد بكره.. وبين كل اسم وآخر ينقر على طبلته تلك النقرات الحبيبة التى لن نسمعها إلا بعد عام كامل.. ونحن خلفه ككورس فى سيمفونية “مهرجلة” لم يتم الإعداد الجيد لها.. نتصايح ونردد: العيد بكره.. العيد بكره.. ونتضارب.. ونتدافع.. ونضحك..

نجرى إلى الساحة أمام المسجد.. نلعب بجوار النخلتين المتعانقتين و”حنفية المياه” التى تملأ منها كل بيوت القرية.. نخلع ملابسنا.. نتقاذف بالمياه المندفعة فى هدأة ليلة العيد كموسيقى ذات وقع حلمى.. نرى “جدو” قادماً فى خطى شاب تعدى الثمانين.. لا يستند على عصا.. العزيمة تملأ جسده النحيف المحنى الأكتاف ووجهه الممصوص ورقبته المعروقة، الطاقية الشبيكة يبين من تحتها شعره الفضى الخفيف.. اسمه عبد ...اقرأ المزيد

تلك النظرة

Cairo, Egypt

أتقافز أمام تلك السيدة العجوز مستعطفا إياها من أجل ما تجود به. أمني نفسي أنه سيكون كافيا كي أصل للمبلغ المطلوب. تبحث في حقيبتها بضيق قبل أن تعطيني بضعة عملات معدنية. أخشخش بها بسعادة. ينقصني القليل لأعود للمنزل.

يبرد الجو أكثر، فأكثر. أضم قميصي إلى صدري و أحك ساقاي ببعضهما طلبا للدفء. لدي ملابس ثقيلة في المنزل لكن يحرم علي ارتدائها في العمل. بالله عليك كيف سأستعطف أحدا إذا لم أرتجف بردا؟ أرمق ذلك الشاب و تلك الفتاة. ابتسم بخبث. خجل أول لقاء. يحاول أن يمسك بيدها وهي تتحاشى ذلك متصنعة النظر إلى واجهة إحدى المحلات. هدف ممتاز! اقترب منهم راسما على وجهي أعتى ملامح التعب و العذاب طالبا صدقة بصوت مبحوح. تلك النظرة! ترمقني الفتاة بألم حقيقي . تملؤني مشاعر متناقضة من الشعور بالذنب تجاهها و الشعور بالفخر لأدائي. يرتبك الشاب و يدفع يده في جيب بنطاله وهو يرمقني بتلك النظرة! نظرة تتمايل بين الكراهية و الإحراج و تصنع العطف! أنا لست أحمق! ربما أكون في التاسعة، لكن سنوات عملي في الشارع أكسبتني خبرة ضخمة. ينقدني عملة ورقية فيرقص قلبي.. تلك النظرة! الفتاة تزفر بضيق و تمد ...اقرأ المزيد

بلاد الذهب

 Corridor of Sphinxes, Luxor, Karnak, Egypt

ما الذي أراه أمامي! بالتأكيد إنني أحلم … الآن وبعد كل هذه السنوات أعود إلي هذا المكان الذي طالما حلمت أن أتواجد به مجددًا الأقصر … اول ما رايته بالسابق كان طريق الكباش بالاقصر كان علي الجانبين تماثيل رائعة لأسود ثم واصلنا السير داخل معبد الكرنك حتي البحيرة المقدسة.

كانت البحيرة المقدسة من أروع ما رأيت فقد كان يغتسل بها منذ القدم الكهنة قبل الصلاة، ويوجد أمامها جعران عملاق يتبارك به النساء منذ القدم، ويأتي إليه الأجانب حاليًا للدوران والتبارك به، أيضًا لأنه يرمز إلى الحظ والإنجاب … قمت بالدوران حوله مثلما يدورون وانا اضحك بشدة متمنيه الحظ والحب كنت قد ذهبت إلى هذا المكان من قبل ويومها أصبح لدي حلم أن أصبح مرشدة سياحية وأن آتي إلي هذا المكان مجددًا مع فوجًا سياحيًا وها هو الحلم يتحقق أمام عيني …

بعدما أخد الفوج جولته في معبد الكرنك حان موعد رحلتنا النيلية عبر المركب السياحي إلي أسوان او كما تُعرف قديماً “ببلاد الذهب” لأنها كانت تعتبر كنزًا كبيرًا سميت ايضًا قديمًا باسم “سونو” بمعني السوق … بالفعل اسوان تستطيع ان تجد بها كل ما تريد من عطارة وملابس ...اقرأ المزيد

كُلُّ مَنْ لَهُ نبى يُصَلَّى عَلَيهِ

Saint Catherine's Monastery close to Sharm el Sheikh, Egypt

إِنّهُ فى شِتَاء الْعَامَ 2066 وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُحَدِّدَ فى أى يَوْمٌ نَحْنُ، أَكُتُبُ هذة الْكَلِمَاتِ عَلَى ظُهْرِ إحْدَى الْبرديَّاتِ الْمَحْفُوظَةَ هُنَا فى الدَّيْرَ، لَمْ أَجِدُ مَا أَكَتَبَُ عَلِيهِ فأضطررت لِأَكْتُبَ عَلَى ظُهْرِ الْبرديَّةِ، لَا أَسَتَطِيعُ الْاِنْتِظَار، فَلَا أَدَرَى هَلْ سيسعفنى الْوَقْتَ أَمْ لَا؟، كُلَّ مَا أَعرْفُهُ أَنّهُ عَلَى أُنَّ أَكتب الْآنَ، اِجْتِمَاع الرقْمِ سَتْة مرَّتَيْنِ فى عَامَ وَاحِد كَانَ يُنبئنى بِأَنَّ الْأُمُورَ ستنتهى هُنَا، الصَّقِيع مُسَيْطِرٌ عَلَى كُلَّ شى وَالشَّمْسَ تَوَارَتْ خَلْف السُّحُبِ الْكَثِيفَةِ وَكَأَنّهَا تَأْبَى أَنَّ ترى مَا سَيَحْدُثُ وَكَأَنْ ماسيحدث سيؤذيها كَثِيرًا أَو أَنَّهَا تَتَبَرأَ مِنه.

مُنْذُ ثَلَاث سنوَات قَطَعُوا لسانى وَكُلُّ الْمُحَتمِينَ بِالديرِ، مُنْذُ ذلك الحين وَأَنَا أُصلى.. أُصلى كُلُّ يَوْمٍ.. أُصلى كَثِيرًا كَثِيرًا جدًا أكْثَر مِنَ الْمَفْرُوضِ، لَيْسَ خوفًا مِنَ الْمَوْتِ وَالْحسَابِ وَلَيْسَ اِتِّعَاظًا، لَيْسَ أى مِنْ ذَلِكَ، كُلَّ مَا فى الْأَمَر أَنَّى أُرِيدُ أَنْ يُسَمعَ صوتى… صوتى الْمَحْبُوس بداخلى مُذْ فَقدتُ الْقدرة عَلَى إِخْرَاجِهِ، لَا أُصلى فى الْجَامِع الْمَوْجُود فى صُحِن الدير وَلِكِنى أُصلى هُنَاكَ عِنْدَ الشّجِرَةِ الْمُقَدسَةِ عِنْدَ العليقة التى كلِّمَ اللَّهُ عِنْدهَا مُوسَى، أَشَعْر أَنى هُنَا أَقرب لَدَى يَقِين أَنّهُ يسمعنى، أَعلم أَنّكَ تسمعنى.

خَارِج الأسوار ...اقرأ المزيد

شق الجبانة

Shanway WA Kafr Al Badranah, Ashmoun, Menofia Governorate, Egypt

بنت البندر أرضٌ بور، انقطع حبلها بعد وفاة طفلتها، وزوجها كحبات مطر. يعطيها دمية ابنتها المعطرة، يتحسس خصلات شعرها إلى أن تنام كل ليلة. تتذكر تلك المرة التي التقطت فيها روحها بصعوبة؛ التقط زوجها ثعبان ميت رمته عليها أمه، لأنها متيقنة أن زوجته “مشاهرة”. عندما احتضنت ابنتها تمكن منها اللون الأزرق. قربتها من وجهها وشمت رائحتها، أمسكتها من ذقنها المتيبس. مسحت دموعها من على خد ابنتها… واشتد عويلها حين أخذتها جدتها لتغسلها، قائلة “بنت موت يا عين ستها”.

“أنتِ متشاهرة ولازم تشقّي الجبانة”، مضت عدة شهور ولم تحبل. تلك الكارثة دعتهن لإلقاء ثعبان ميت في حجرها، وقتل كلب في منطقة الجزيرة المهجورة لتمر فوقه… واليوم عليها الذهاب إلى المقابر، لابد أن ترى كفن ابنتها حتى تثمر. وافقت على العرض دون أن تؤمن بتحلل طفلتها، هي شهيدة، ماتت في المشفى المتهالك.

مشت معهم وسط الحقول. رأت خيال المآتة ينعق مع الغربان، ونساء لهن أعين البوم، يرتدين الأسود، وقفت في قلبهن بجلباب أبيض مزين بالتوت. الشمس فوق رؤوسهن، والفراشات فوق “الأناية”، والبوص يحد الترعة بجانبها.

وصلت إلى المقابر، وجدت قاض الغربان فوق الجميزة العملاقة، وجديان سوداء فوق تلك القبور، ...اقرأ المزيد

بحجم قطعة سماء

Bayt al-Suhaymi, Cairo, Egypt

تتساقط الشمس فوق رأسها شظيات حارقة، وينصهر أسفلت الطريق تحت قدميها، تلتصق به الخطوات فتتحرك بالكاد. البنايات على الجانبين تضغطها كقوسين تحتبس بينهما حتى تصير مجرد حرف مضغم لا يبين له معنى. كل ما يحيط بها بات جملا مبتورة لا تثير في روحها أي معاني بقدر ما تثير من علامات استفهام وتعجب.

كلما احتكت بها خطوات واقعها الثقيلة التي تسعى للهرب من وطأتها بالتنكر في صورة حجر صلب له سطح خارجي خشن ذو قدرة على المقاومة والصد، كلما علق بسطحها الخشن ذاك بعضا من قذارة تلك القدم الكريهة برائحتها العفنة، وانسدت مسام روحها بالأدران وغدت درجة أكثر حلكة من السواد. ما لم تضعه في الحسبان يوم راهنت على الحجر وخسرت الرهان هو احتمال أن يكون من نصيبها دونا عن كل الأحجار، حجر حمام منسي في ركن رطب مليء بالعفن!

تسعى الخطو حثيثا إلى المكان الذي تنفك فيه الأقواس وتتضح لها المعاني. تستمر في طريقها حتى يتبدل ملمس الأرض تحت قدميها. عوضا عن حرارة الأسفلت التي تحرق نعل الحذاء وتخترقه، تشعر قدمها بوخز تعرجات وبروز الأحجار التي ترسم وجه الشارع العتيق. مع كل خطوة تخطوها في المعز، تبدأ الأقواس التي تحاصرها في ...اقرأ المزيد

من الذي فتح الصنبور

The Egyptian Forensic Medicine Authority in Cairo, Egypt

ما هذا الصوت؟ يبدو كصوت مياه تتدفق من صنبور، غريبة أنا تأكدت من جميع الغرف ولا يوجد إلا أنا والجثث في المبني، أرهف السمع بعض الشيء وقام ليعرف من أين يأتي الصوت، إنه من داخل المشرحة التي بها الجثث، ولكنني أغلقت الأبواب بالأقفال بنفسي وتأكدت أنه لا توجد صنابير مفتوحة، فتح الباب ودخل، كانت هناك جثة لشاب تلقي طلقة بالخطء في رأسه، توجه إلي الصنبور وأغلقه، ظل يقلب نظره لعل أحد يكون مختبئ، ولكن لا يوجد احد، إذاً من الذي فتح الصنبور؟

المشرحة تلك الكلمة التي تثير في أذهان الجميع عالم العفاريت والظلام الدامس الذي تتخلله أصوات تترامى نحو المسامع لتدق ناقوس الخطر بهجوم احدها على كل من يحاول اختراق ذلك العالم.

مشرحة زينهم ذلك المبنى الكبير القابع في القاهرة والذي يخيم عليه الصمت، له بابان، أولهما يطل على شارع رئيسي، يعبر منه موظفو الطب الشرعي والعاملون إلى داخل المشرحة، وثانيهما مخصص لدخول وخروج الجثث من وإلى المشرحة، وهذا الباب مفتوح على شارع جانبي ضيق، وبمجرد المرور عبره تجد نفسك إزاء أبواب ذات لون كان أبيض، على ما يبدو، لكن بفعل الزمن أصبح متعدد الألوان.

وعند الدخول إلى ...اقرأ المزيد

الغرفة

TV in room

لم أدر أبداً لماذا كلما بدأت فى الكتابة تمتد يدى، فى عبودية مطلقة لوسوسة شيطانية غامضة، إلى الريموت. ما سر رغبتى فى تشغيل التلفزيون المزعج أثناء غوصى فى الأوراق والكلمات؟!! يتمزق تركيزى ما بين مشاغلة الشاشة، ومغازلة السطور. أحياناً تعترض رقبتى تشنجاً، لكنى لم أتعظ. مع الأيام، كَبُر محيط الشاشة. فرحت لأن هذا سيمنح الكادرات، ولاسيما فى الأفلام، فخامة مذهلة. لكنى لُعِنت بفيلم يدور فى الصحراء. هواؤه كان لافحاً، أذابنى عرقاً، وأطار أوراقى، وكاد يطيّرنى شخصياً. ونما توجس مسخى، يهمس فى تكرار مرضى، بأن ثمة ثعباناً صغيراً تسلَّل من بين الرمال لما تحت سجادتى. حاولت إطفاء نارى بالحقيقة القائلة أنه ليست كل الثعابين سامة. اندمجت فى كتابة مقال عن الوحدة، والتى أقاسيها، طيلة العمر، وزادت وطأتها مؤخراً عندما ماتت قطتى المسالمة، منزلقة من بين الأعمدة الرفيعة المتباعدة لسور سلم المنور، والتى تُفلِت فيلاً وليس قطة مسكينة. عندما أغمض عينىّ أرى نفسى فوق جواد جامح فى البرية، مع موسيقى راقصة، مفرقعة البهجة، لبيانو أنا عازفه. لكنى عندما أعد من حلمى أجد الأوراق، والأقلام، والتلفزيون. الجهاز بجوار المكتب يعرض عالم الحيوان. وحيد القرن يرمقنى بنظرة ظاهرها الكسل، وباطنها التوعد. كثيراً ...اقرأ المزيد