كأن الزمن توقف عند تلك اللحظة التي جعلت كل خلية من جسدي مصلوبة و متوثبة في آن ؛ تماما كمن يصارع لالتقاط أنفاس الحياة تحت أنقاض تسد عليه كل منفذ نحو الهواء و الضوء !
كانت لحظة بعمر ، فقد اكتشفت فيها أبعادا أخرى للنفس البشرية و للبدن الذي تسكنه . أجل ، لم أتخيل يوما أنني سأكون في مواجهة مباشرة و إرادية مع خوفي الأقصى و الأقسى، لكن هذا ما حدث و بإصرار مُلحّ مني ! و في غمرة هذا اللقاء الهائج و الهادئ معا أدركت أن روح الإنسان أرحب من السماء التي كانت تظلني ، و أعمق من البحر الذي أكلت المرافئ رمله و زَبده في شط النوارس.
شط النوارس أرض عذراء تغفو على كتف البحر الأبيض المتوسط ، و على ما فيها من جمال و تنوع جغرافي بقيت متوارية عن أنظار السياح و المستجمين و المسؤولين ؛ فقط بعض المراكب التقليدية تلقي بصبر البحارة و آمالهم في هذا الأزرق الذي تحسبه قد تشكل من دمع النساء المنتظرات عودة أزواجهن بأقل القليل المُستلّ من سطوة المالك الوحيد لهذه المراكب ، أما ...اقرأ المزيد