انتقلت إلى هذه الشقة منذ عامين؛ مجرد مُزحة تجعلني أبول في لباسي من فرط الضحك والبكاء، لم تكن سوى غرفة بطرقة متواضعة، أضع فيها طاولة حاسوبي؛ نافذتي الوحيدة المشرعة على العالم، تفضي إلى دهليزٍ ملتوٍ لا طائل من ورائه سوى وجود حمام في نهايته.
كان عليَّ أن أهبط ثلاث درجات لأصل إلى قاعدته التي حال لونها، أرى من جلستي المضطربة منورًا منغلقًا على نفسه من خلال شراعة حديدية مثبتة في أرضية الحمام تجعلني أتلفت ناحيته كثيرًا بخوف وترقب وأنا أقضي حاجتي، لابد أن زوجي أوفر مني حظًا مادام لديه إيرًا يمكنه من التبول واقفًا!
عثرت على هذه الشقة بعد لف ودوران، وجدت الإعلان على موقع بيزوات “شقة لقطة في أحد أحياء مصر القديمة، لراغبي الهدوء والاسترخاء”، اتصلت بالرقم (هذا الرقم غير موجود بالخدمة، من فضلك تأكد من الرقم وعاود الإتصال)، تركت رسالة على الموقع وضغطت “إرسال”، فظهر الرد أتوماتيكيًا (سأنتظرك عند محطة الملك الصالح الثامنة مساءً)، (كيف سأعرفك)، (سأعرفك أنا)، اندهشت.
زوجي كعادته منشغلًا في مشاهدة الأفلام والتسكع، ذهبت بمفردي وبمجرد أن وصلت إلى الباب الرئيسي سمعت صوتًا يهمس خلفي (من هنا)، انتفضت متطلعة إلى الوجه الممصوص والعينين الغائرتين، ...اقرأ المزيد